المشاهد نت

زوبعة البنك المركزي.. استباق الفشل أم مغازلة للخارج!

المشاهد: مصطفى نصر

لم تمر سوى ساعات قليلة على تلويح محافظ البنك المركزي اليمني حافظ معياد بالاستقالة على خلفية ربط فرعي البنك بمأرب والمهرة، حتى عاد وأكد أن اتفاقاً مع سلطة مأرب كان قد أبرم لمعالجة المشكلة.

التصريح الذي أثار لغطاً إعلامياً واسعاً وشكل مادة للمناكفات السياسية أثار علامات استفهام كبيرة حول الهدف من وراء إعلان كهذا، إذ من غير المنطقي أن يوجه معياد اتهاماً صريحاً للسلطة المحلية في مأرب في حين لم يجف حبر وثيقة الاتفاق التي وقعها بنفسه قبل أسبوع فقط.

محافظ البنك قال إن تصريحاته فهمت خطأً، وفيما يشبه الاعتذار العلني عن تصريحه السابق قال “بناءً على توجيهات ومتابعة الرئيس هادي تم العمل على ربط فرع البنك بمأرب بالمركز الرئيسي بعدن وبإشراف مباشر من قبل اللواء سلطان العرادة محافظ مأرب الذي كان لجهوده الدور الكبير في إنجاح عملية الربط، وسيلي ذلك بإذنه تعالى استكمال عملية ربط فرع المهرة”.

وفي حين لم تؤكد السلطة المحلية في المهرة أو تنفي، فإن مصدراً مسئولاً في السلطة المحلية في مأرب أكد بأن لقاءات قد تمت بين قيادة المحافظة ومحافظ البنك المركزي كان آخرها في نهاية مايو الماضي، والتي ناقشت استكمال الإجراءات الفنية المتبقية للربط الشبكي بين الفرع والمركز الرئيسي، وأن التنفيذ يخص قيادة البنك بإرسال فريقها الفني وفق المحضر، والسلطة المحلية ستقدم كافة التسهيلات اللازمة”.

محافظ البنك المركزي كان قد قال بأن حملات إعلامية تستهدفه نظراً لتحركه مؤخراً بهدف ربط فرعي البنك المركزي بمأرب والمهرة بمقر البنك المركزي في عدن، وأرفق فيديو جرافيك لم يشاهده المتابعون سوى في صفحته، كما لم يلاحظ المتابعون الحملات التي تحدَّث عنها، بل على العكس من ذلك فقد حظيت الخطوات التي اتخذها البنك المركزي خلال الأشهر الأخيرة للحد من المضاربة في العملة ارتياحاً إلى حدٍّ ما.

إقرأ أيضاً  شركات ترفض البطاقة الشخصية "الذكية" في مناطق سيطرة الحكومة

السلطة المحلية في مأرب أكدت بأن لديها حساب باسم الحكومة تورد فيه كافة الإيرادات، كما أن فرع البنك المركزي بمأرب “ظل يعمل وفق نظام البنك المركزي ولم تحدث أي تغييرات على تلك الإجراءات المعمول بها في مختلف الفروع ووفق النظام والقانون”.

مصدر في البنك المركزي اليمني رجح بأن قيام محافظ البنك حافظ معياد بإطلاق تلك التصريحات يحمل أحد أمرين، إما أنه يستبق فشلاً ينتظره خلال الأيام القادمة، لاسيما مع تراجع سعر الريال مؤخراً واتخاذ جماعة الحوثي العديد من القرارات التي جعلته غير قادر على السيطرة على القطاع المصرفي، أو أنه أراد مغازلة أطراف خارجية تنبئ عن استعداده لخوض معارك الملف الاقتصادي التي قد تؤهله للتعامل معهم بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة”.

حافظ معياد الذي يحظى بدعم أطراف نافذة في سلطة هادي كما يسوق له فريق إعلامي من الموالين للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح باعتباره رجل الاقتصاد القوي، يعمل حالياً على إعادة فريقه السابق في بنك التسليف التعاوني الزراعي، قبل ٢٠١١م لقيادة البنك المركزي اليمني.

وكان معياد يمثل أحد الأذرع الاستثمارية للرئيس صالح الذي مكنه من استلام مؤسسات اقتصادية مهمة، كبنك التسليف التعاوني الزراعي، “أكبر بنك حكومي”، والمؤسسة الاقتصادية اليمنية، قبل أن يتفرغ لاستثماراته التي يلمزه خصومه عن مصدرها، وما إذا كان يدير أموال صالح وأركان نظامه السابق.

مقالات مشابهة