المشاهد نت

العامري.. صحفي فقد راتبه وعجز عن علاج جسده المريض.

صنعاء – وفاء عبده :

مايزال الصحفي والأديب الخمسيني طه العامري، طريح الفراش، بعد إصابته بجلطة أدخلته في غيبوبة لمدة يومين، لتضاعف من مشاكله الصحية التي يعاني منها جسده المرهق بظروف الحياة.
أفاق العامري الذي يعول 10 من الأبناء، بينهم 3 أولاد، من غيبوبته، لكنه لم يفق بعد من الغيبوبة التي أصابت البلد، وألقت بآثارها السلبية على الوضع المعيشي والصحي الذي يعيشه مع ملايين اليمنيين منذ 4 سنوات.

محطات العامري

مر العامري بمحطات كثيرة منذ تسلمه الوظيفة العامة في العام 1976، بفرع مؤسسة الكهرباء بمدينة الحديدة (غرب البلاد)، قبل أن يتم اعتقاله من قبل نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على خلفية انتمائه السياسي.
ولدى خروجه من المعتقل بعد عامين من الاعتقال، في العام 1981، التحق للعمل في المؤسسة العامة للتجارة الخارجية والحبوب (صوامع الغلال) في الحديدة، لكنه تركها بعد عامين، نتيجة اعتقاله للمرة الثانية في 1984، ولمدة 6 أشهر، بعدها سافر إلى دبي، ثم سوريا، ليلتحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
واستمر العامري الذي ينحدر من قرية حرف الأعمور بمديرية حيفان التابعة لمحافظة تعز (جنوب غربي البلاد)، مع حركة فتح، حتى العام 1990.
وعند قيام الوحدة اليمنية في ذات العام، الذي شهد طفرة في افتتاح الصحف الحزبية والأهلية، عاد العامري إلى بلاده، وعمل في عدة صحف يمنية، منها العروبة وصوت المعارضة والتصحيح، ثم تعاقد مع مؤسسة الثورة للصحافة الحكومية، العام 2001، حتى 2016، وهو العام الذي شهد انقطاع رواتب الموظفين، ومنهم العامري.
ومنذ ذلك الحين، والعامري، ومئات الصحفيين، يعانون معيشياً، نتيجة انقطاع الرواتب حتى اللحظة.

وضع معيشي بائس

ويعيش أكثر من مليون موظف يمني في مناطق سيطرة الحوثيين، بدون رواتب، من منتصف العام 2016 حتى الآن، مع تضاؤل الفرص بعودة رواتبهم في ظل الانقسام الحاصل في البلد الذي أنهكته الحرب، وماتزال.
واكتفت نقابة الصحفيين اليمنيين، بإصدار البيانات التضامنية مع الصحفيين الذين يتعرضون للانتهاك، دون الإسهام بوضع حد لها، أو تقديم حلول للوضع المعيشي الذي يعانيه منتسبوها، ومنهم العامري الذي يعاني من أمراض أقعدته الفراش، دون أن تلتفت لمعاناته نقابته.
ويقول عضو مجلس نقابة الصحفيين نبيل الأسيدي، لـ”المشاهد” إنه تم إيقاف مستحقات النقابة المخصصة لمن يتعرضون للأمراض.
ومع تغيب دور منظمات المجتمع المدني، أصبح دور النقابة ضعيفاً جداً في التعاون أو دعم الصحفيين الذين يتعرضون للأمراض والصحفيين المعتقلين والصحفيين الذين استشهدوا، بحسب الأسيدي، مشيراً إلى أن الحمل أكبر من طاقة النقابة التي كان لها طاقة محدودة في فترة سابقة، ولكن انتهت هذه الطاقة بفعل الحرب، وبفعل كثرة الانتهاكات والاعتداءات على الصحفيين، كما يقول.
ويؤكد الأسيدي أن الكثير من المنظمات المهتمة بالصحفيين لا تستطيع الوصول لليمن، ولا تستطيع حتى تحويل بعض المبالغ المالية لليمن، بفعل الحرب، وبفعل الآلية المالية غير المعتمدة لدى الأمم المتحدة ولدى المنظمات الدولية أو لدى الأجهزة الدولية المالية.
ويصل عدد المنتسبين لنقابة الصحفيين اليمنيين أكثر من ألف صحفي، أغلبهم من المؤسسات الصحفية والإعلامية الحكومية بصنعاء.

إقرأ أيضاً  في يوم حرية الصحافة.. إحالة صحفي للنيابة بعدن

دور حكومي غائب

ويغيب الدور الحكومي أمام ما يعانيه الصحفيون اليمنيون من وضع معيشي صعب، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بحسب الأسيدي.
ويقول الأسيدي: “للأسف الشديد، وزارة الإعلام والحكومة هي من تتحمل الجزء الأكبر في هذه المعاناة، ونحن نقابة مدنية لا يوجد لدينا ميزانية أو دعم. لكن الحكومة كان الأحرى بها أن تدعم الصحفيين، وقد خاطبنا الحكومة وخاطبنا الوزارة في هذا الأمر، ولكننا نتلقى وعوداً فقط”.
عدم تلبية الحكومة لمطالب النقابة، حيال الوضع الذي يعيشه الصحفيون اليمنيون، ومنهم طه العامري، يفاقم الوضع الذي يعيشه هذا الصحفي الذي ألف كتاب “يوميات نازح في وطنه”، لكنه لم يرَ النور بعد، إلى جانب كتابين آخرين تحت الطبع، هما: “الطائفية السياسية وثقافة الاستبداد”، و”اليمن ودول القرن الأفريقي.. العمق والتكامل التاريخي”.

مقالات مشابهة