المشاهد نت

الصحفي الصامت: “داهموا منزلي واقتادوني إلى البحث الجنائي بتعز”

تعز – زينب علي:

في سابقة خطيرة لتدخلات الجيش ضد الصحفيين والناشطين، أقدمت مجموعة مسلحة بقيادة محمد الرامسي، قائد القطاع السادس باللواء 22 ميكا، السبت الماضي، على مداهمة منزل الصحفي جميل الصامت، واقتياده إلى سجن البحث الجنائي، على خلفية نشره قضايا فساد واختلالات داخل المؤسسات في تعز، وفق الصامت.
وقال الصامت، خلال زيارة “المشاهد” له في مكان احتجازه بالبحث الجنائي بتعز، إنه فور وصوله بلاغاً بحضوره، حرص على الحضور إلى النيابة، ولكن لم يكن هناك أية تهمة واضحة ضده.
وأضاف أن النيابة بدورها حررت مذكرة إلى البحث الجنائي بإحالة ملفه إليها لاستكمال التحقيق وإثبات ما نسب إليه أو نفيه، لكنه تفاجأ بحضور أفراد جيش يداهمون منزله كمطلوب أمني. ونوه إلى أنه متمسك بحقه، ومستعد للمحاكمة في حال ثبتت عليه أية تهمة منسوبة إليه، لكنها مجرد محاولات تخويفية، حد وصفه.
بالمقابل، قال أحد ضباط البحث الجنائي، فضل عدم ذكر اسمه، لـ”المشاهد”: إن ما بني على باطل فهو باطل، وإن مثل هذه التصرفات نتيجة ظروف الحرب. ولم يفصح أكثر عن مدى قانونية احتجاز الصامت.
وأكد الضابط أنه ستتم إحالة ملف الصامت إلى النيابة، بأقرب وقت، لاستكمال سير ملف القضية، وإحالته إلى جهات الاختصاص.
وأدانت نقابة الصحفيين فرع تعز، اعتقال الصحفي الصامت، وطالبت السلطة المحلية في المحافظة والجهات المختصة بسرعة الإفراج عنه.
وحملت النقابة البحث الجنائي مسؤولية ما قد يتعرض له، أو يلحق بسلامته وحياته، داعية إلى إيقاف الانتهاكات والتعسفات التي يتعرض لها الصحفيون بتعز، وعدم التضييق على الحقوق والحريات.
وفي ذات السياق، أدانت صحيفة “الوحدوي” اعتقال مراسلها في تعز، على خلفية قضايا نشر، وبتهم واهية تتناقض مع قيم الحرية والتعددية.
وفي موقف غير متوقع، صمتت نقابة الصحفيين عن إصدار بيان تضامني مع الصامت، رغم أنها لم تعد تقدم أي نشاط يحمي الصحفيين، سوى إصدار البيانات.
ونفذ صحفيون وناشطون، صباح اليوم، وقفة احتجاجية، أمام مقر البحث الجنائي بتعز، تطالب بالإفراج عن الصامت، وترفض محاولات تكميم الأفواه.
وقالت الناشطة صباح عبدالمجيد، لـ”المشاهد” إن هذه الوقفة تأتي للمطالبة بالإفراج عن الصامت، ورفضاً لتكميم الأفواه والتضييق على حرية التعبير.
وأضافت عبدالمجيد أنه لا يجب الزج بالجيش وأفراده في تضييق حرية الصحفيين والناشطين، وإنما هناك جهات اختصاص يجب أن تقوم بدورها في حال وجود أية قرائن وأدلة، وليس شكاوى كيدية.
وقال الناشط عمار السوائي إن هذا التصرف لا يمكن فهمه إلا من زاوية واحدة، وهي محاولة “أحد الأطراف” الاستحواذ على تعز والمؤسسة الأمنية، وجعلها تتحرك وفق أجندة حزبية ضيقة.
واعتبر السوائي أن هذا الاعتقال المتزامن مع ذكرى 11 فبراير، يتنافى مع من يحتفلون بالذكرى وهم يمارسون الترهيب والاعتقالات لناشطى الرأي والكلمة.
بدورها، أدانت اللجنة التنظيمية لساحة الحقوق والحريات بتعز، اعتقال الصحفي جميل الصامت، واقتياده من قبل أحد الأطقم العسكرية.
وقالت، في بيان صادر عنها السبت، إن هذا الاعتقال التعسفي جاء مخالفاً لتوجيهات رئيس نيابة استئناف محافظة تعز، الذي سبق أن وجه بإرسال ملف الصامت إلى النيابة العامة. لكن البحث الجنائي أصر على مصادرة حرية الصحفي، دون مسوغ قانوني، حد وصف البيان.
واستنكر البيان الاعتداء على حرية الرأي، والتضييق على حرية العمل الصحفي، وحمل السلطات الأمنية المسؤولية القانونية لما يتعرض له الصحفي الصامت.
الجدير بالذكر أنه في تعز مؤخراً تم نشر قوائم لصحفيين يتهمون بالإساءة للجيش الوطني، ودعاوى لمحاكماتهم.

مقالات مشابهة