تعز – خالد الحميري:
بعد رحلة ناهزت الـ٢٣ عاماً، تنوي ادارة مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام للتوقف عن العمل، بعد إعلان مديرها العام، سيف الحاضري أن المؤسسة وصحيفة أخبار اليوم الصادرة عنها ستتوقف بشكلٍ نهائي عن العمل اعتباراً من نهاية الشهر الجاري.
وبعد عقدين من العمل الصحفي المتميز، توشك الشموع على الانطفاء وخفوت وتوقف صوتها الاعلامي فقد توقفت الصحيفة عن الصدور بعد سيطرة جماعة الحوثي علي صنعاء في عام 2014م لتعاود الصدور من مدينة عدن بعد مايقارب السنة من التوقف لكن لم يستمر صدور صحيفة اخبار اليوم من عدن بعد تعرض مقرها للاعتداءات المتكررة ، كان آخرها إحراق مكاتبها ومطابعها في المدينة الخضراء بعدن مطلع شهر مارس الماضي.
وأعلن رئيس مؤسسة الشموع رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم “سيف الحاضري”، توقف المؤسسة وصحيفة أخبار اليوم عن العمل بشكل نهائي نهاية الشهر الجاري، بعد 23 عاماً من العمل الصحفي المتميز، وتاريخ من النضال بحسب تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”.
وأكد أنه حاول بكل ما يمكنه تجاوز العثرات والخسارة التي كانت قاصمة ظهر “بعد إحراق مطابع المؤسسة في عدن ونهب ممتلكات المؤسسة” والتي تحول دون توقف العمل من محافظة مأرب، لكن الأمر كان فوق قدرته على التحمل دون تدخل من الرئيس أو نائبه أو الحكومة.
وأشار الحاضري إلى أن عودة عمل المؤسسة وإعادة إصدار صحيفة أخبار اليوم من مأرب كان عملاً أسطورياً، وفي وقتٍ قياسي، ورغم النجاح في ذلك، غير أن إمكانيات الصمود مع استمرار محاصرة المؤسسة ومنعها من توزيع “أخبار اليوم” في الجنوب، أصاب المؤسسة بمقتل.
وقال الحاضري: اليوم نغادر مأرب ليس تحت تهديد قوة السلاح، نغادرها بعد أن انعدمت لدينا مقومات الاستمرار في العمل، و خذلان الشرعية رئاسةً وحكومة لنا، مضيفاً القول: إن الإصرار الذي نمتلكه على تجاوز كل المحن كان وراء استمرار مسيرتنا الإعلامية، وكان بإمكانياتنا الذاتية والخاصة في المؤسسة.
وناشد الحاضري رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الحكومة، التدخل لإنقاذ المؤسسة من التوقف، باعتبارهم المسؤولين عما وصلت إليه، لعدم قيامهم بصرف حقوق المؤسسة في التعويض العادل جراء إحراق ونهب المؤسسة في عدن، ورفضهم تنفيذ حكم قضائي بات ونافذ يلزم الحكومة بدفع تعويض للمؤسسة أسوة بمؤسسة الأيام التي منحت مبلغ ٣ملايين دولاراً كتعويض لأضرار تعرضت لها.
وكانت صحيفة “أخبار اليوم” التابعة لمؤسسة الشموع التي يملكها الحاضري قد عاودت الصدور في العاشر من يوليو الماضي من مدينة مأرب بعد توقفٍ دام أكثر من 4 أشهر بعد اقتحام مقرها في مدينة عدن من قبل قوات الحزام الأمني مطلع مارس/آذار الماضي.
ونجا الصحفي وليد عبدالواسع الشرعبي سكرتير تحرير صحيفة أخبار اليوم التي تصدر عن مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام بعدن بأعجوبة من الموت، حيث كاد أن يفقد حياته بعد أن ألقى بنفسه من على الدور الثالث عقب إحراق مسلحين يرتدون بزات عسكرية، مطابع المؤسسة بعدن.
وتعتبر مأرب المقر الثالث للصحيفة، حيث عاودت الصدور من عدن في ديسمبر/ كانون الأول 2015، بعد توقف صدورها في مقرها الرئيسي بصنعاء الذي اقتحمه الحوثيون في فبراير/ شباط من العام نفسه.
وتأسست مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام في 1996، وفي 2002 صدرت عنها صحيفة أضواء الشموع، وفي يناير 2004، صدرت أخبار اليوم، وفي 2011، صدرت صحيفة يمن فوكس كأول صحيفة يومية باللغة الانجليزية، وفي 2012 صدرت يمن فوكس بنسختها العربية، إضافة إلى مجلة أضواء الشموع الأسبوعية.
وانعكس الصراع الدائر في اليمن منذ سنوات على واقع الصحافة والإعلام، وباتت الحريات الإعلامية تواجه هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل من كل الأطراف التي ارتكبت ولازالت ترتكب انتهاكات جسيمة بحق الصحفيين تصل لحد القتل والاختطاف.
وأدت الانتهاكات المتكررة والمتصاعدة ضد الصحفيين من قبل جميع الأطراف في اليمن وفقًا لتقارير نقابة الصحفيين اليمنيين وتقارير صادرة عن منظمات محلية ودولية إلى توقف نشاط عدد من المؤسسات الصحفية، وفرار المئات من الصحفيين والكتاب إلى أماكن أكثر أمناً خارج العاصمة صنعاء أو خارج اليمن برمتها، لتأمين حياتهم وحياة أسرهم.
