المشاهد نت

“طرق الوصول الى السلطة”محاضرة تحول الأكاديمي المقطري إلى متهم

صنعاء -زينب علي :

أقدمت عناصر أمنية تابعة للحوثيين قبل يومين في جامعة صنعاء بالإعتداء جسدياً على الدكتور عدنان المقطري، نائب عميد كلية التجارة والاقتصاد لشؤون خدمة المجتمع.

وقال الدكتور عدنان المقطري أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء “للمشاهد”: وصلتني بلاغات وتحذيرات بطريقة غير رسمية إلى داخل الكلية، وطلبوا مني الذهاب إلى مكتب أمن الجامعة، لكني رفضت ذلك خاصة وأن الموضوع لم يكن بشكلٍ رسمي أو مصوغٍ قانوني.

وأضاف المقطري في حديثه لــ”المشاهد” ” أنا أستاذ علوم سياسية وأتحدث عن نظريات وأساليب لا علاقة لها بموقف طرف ضد طرف آخر، وقلت مراراً وتكراراً إن أي سلطة تنتهك حقوق مواطنيها تسقط بأول امتحان لها بالحفاظ على كرامة مواطنيها أو فشلها.”

وبحسب المقطري فقد تم استدراجه أثناء تواجده في مكتبه وأبلغه أحد الأفراد الأمنيين أن عميد الكلية يطلبه، وأثناء خروجه من مكتبه تفاجأ بتطويق أكثر من أربعة أشخاص مسلحين له، حيث قام اثنان منهما بالإمساك به ومحاولة سحبه ، إلا أنه قاومهم.
ويتابع المقطري “صرخت في تلك الأثناء يا طلاب الجامعة أستاذكم يتعرض للإهانة” هنا بدأ بعض الطلاب بمحاولة الحيلولة دون إخراجي خارج الكلية، وقاومت ورفضت الخروج خارج الكلية.

وقال المقطري: تقدمت بشكوى رسمية ضد ما تعرضت له وطالبت بالتحقيق فيه واتخاذ إجراءات كفيله بحمايتي، وصون كرامة الأكاديمي والموظف العام. ليعلم الجميع أن أسلوب تكميم الأفواه لم يعد مقبولاً في هذا الزمن، وأن انتهاك حرمة الجامعة، لن يثنيني عن أداء رسالتي العلمية والأكاديمية السامية.

إدانة نقابية:
من جهتها أدانت نقابة هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعة حادثة الاعتداء على الدكتور عدنان المقطري، والتصرفات الهوجاء وغير اللائقة بالوسط الأكاديمي، والخارجة عن القانون من قبل حراسة الجامعة، وغيرها من التصرفات التي سبق ممارستها تجاه عدد من زملائهم و زميلاتهم.

وطالبت النقابة في بيان حصل “المشاهد” على نسخة منه قيادة الجامعة باتخاذ الإجراءات المناسبة ضد كل من ارتكب وشارك في هذه الحادثة وإحالتهم إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات التأديبية بموجب القوانين واللوائح.

إقرأ أيضاً  دور المرأة اليمنية في مواجهة تغيرات المناخ

وشدد البيان على ضرورة خروج العناصر التي أسماها البيان غير المنضبطة من داخل الحرم الجامعي، واستبدالها بعناصر تدرك كيفية التعامل مع منتسبي هذا الصرح الأكاديمي العملاق بما يكفل منع تكرارها تجاه منتسبي جامعة صنعاء .

ودعت النقابة أعضاءها إلى الوقوف صفاً واحداً ضد هذه الانتهاكات التي تمارس ضد أي من زملائهم وزميلاتهم، مؤكدة أنها لن تتوانى في الدفاع عن حقوق منتسبيها بكافة السبل القانونية التي كفلها الدستور بما في ذلك اللجوء إلى القضاء.

ولم يصدر أي موقف رسمي من عمادة الكلية أو رئاسة الجامعة تجاه ما تعرض له الدكتور المقطري، ولم يتم اتخاذ أية إجراءات ضد الطالب أو أفراد الأمن التابعين لإدارة أمن الجامعة.

حوادث سابقة:
الجدير بالذكر أن مثل هذه الحوادث تتكرر بشكلٍ مستمر منذ سيطرة جماعة الحوثي علي الجامعة عقب السيطرة العسكرية علي العاصمة صنعاء في 21 -سبتمبر 2014م

حيث تعرض الموظف خالد المحمدي في جامعة صنعاء للاعتداء بالضرب في يونيو الماضي من قبل أحد الطلبة المناصرين لجماعة للحوثي، وتعرض في وقت سابق الدكتور توفيق العبيدي للمحاصرة في منزله من قبل طلاب حوثيين بحجة التظاهر من أجل المطالبة بنتائجهم الاختبارية .

وبحسب تقارير حقوقية فإن جامعة صنعاء تشهد حالة من التضييق على الحريات وانتهاكاً للحقوق، حيث مارس الحوثيون أساليب قمعية منها إعتقالات لأكاديميين وطلاب وطالبات وموظفين، وكان آخرها اعتقال 7 طالبات مطلع أكتوبر الماضي أثناء خروجهن في ما عرف بـ “مظاهرات الجياع”.

وتعد جامعة صنعاء التي أسست في سنة 1970م، كبرى الجامعات اليمنية حيث تضم أكثر من 13 كلية طبية وعلمية وأدبية، ويدرس فيها أكثر من 1600 أكاديمي وهيئة تدريس مساعدة، وتستقبل وفقاً لإحصائية 2017م، أكثر من 51 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات.

مقالات مشابهة