المشاهد نت

“رُبَّ ضارة نافعة ” قصة الحرب والطاقة الخضراء في صنعاء

عبير واكد

( رب ضارة نافعة ) هكذا يقول المثل الذي تلامسه فعليا بعد مضي ثلاثة أعوام على اندلاع الحرب في اليمن وتعرض البنية التحتية فيه للدمار وتراجع ملحوظ في مستوى الخدمات وفي مقدمتها انقطاع التيار الكهربائي، حيث  يقدر عدد سكان الجمهورية اليمنية حالياً حوالي 25 مليون نسمة تقريبا، 70% من السكان يتوزعون في المناطق الريفية والقرى بينما يعيش الباقي في مراكز المدن وعواصم المحافظات. وعلى الرغم من ان سكان الأرياف يشكلون ثلثي إجمالي عدد السكان إلا أن حوالي 40% فقط منهم كانوا يستفيدون من الطاقة الكهربائية الموفرة من شبكة التوليد الخاصة بالمؤسسة العامة للكهرباء الحكومية وتلك هي الشرارة التي دفعت المواطنين إلى اللجوء للطاقة الشمسية كحل بديل لتوليد التيار الكهربائي .

يقول مهندس منظومة الطاقة الشمسية في صنعاء علي حكمت ”  لازالت معظم المناطق بالجمهورية اليمنية ومن ضمنها العاصمة صنعاء تعاني من الانقطاع التام لكهرباء الشبكة العامة ، والذي صاحبه ارتفاع كبير في أسعار المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة عن كهرباء الشبكة العامة مما أدى إلى تحول المواطنين للطاقة الشمسية كخيار بديل لتوليد الكهرباء لسد حاجاتهم المتناسبة بناء على إمكاناتهم المالية، حيث تعتبر صنعاء من أفضل المناطق في الجمهورية اليمنية والمناسبة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية للاسباب التالية: 1- ارتفاعها عن سطح البحر الطقس الصحو الجاف معظم أيام السنة هيئ لها الحصول على أعلى معدلات الإشعاع ، 2- معظم حالات استهلاك الكهرباء في صنعاء تتركز على الإضاءة والتلفاز وأجهزة غسيل الملابس بعكس المناطق الساحلية والصحراوية التي تشكل أجهزة التكييف والتبريد معظم الاستهلاك الطاقي للكهرباء ، 3- مناخها المعتدل صيفا يمثل عاملا ايجابيا في المحافظة على كفاءة أداء المنظومات الشمسية والتي تتأثر بارتفاع درجة الحرارة “

 

إقرأ أيضاً  تكحيل العين…طقس رمضاني مهدد بالاختفاء في صنعاء
"رُبَّ ضارة نافعة " قصة الحرب والطاقة الخضراء في صنعاء
رسم بياني يوضح المعدل الشهري للإشعاع الشمسي الأفقي لكل من صنعاء وعدن و المكلا

 

ويقدر إجمالي القدرة الإنتاجية للألواح الشمسية التي دخلت اليمن خلال الثلاث السنوات الماضية من الحرب ما يقارب 400 ميجا وات تم تركيب 300 ميجا وات تقريبا في الاستخدامات المنزلية وضخ مياه الآبار الجوفية أي يمكننا تقدير أن ما تم تركيبه من ألواح شمسية في صنعاء يصل إلى قدرة إنتاجية بحوالي 60 ميجا وات ، تم تركيب 50% منها للاستخدامات المنزلية لحوالي 150,000 منزل بمتوسط 200 وات لكل منزل” يضيف علي حكمت

وأضافت الصحفية صفية مهدي الحاصلة على جائزة الأمم المتحدة عن أفضل مقال حول الطاقة الشمسية في اليمن قائلة ” يصل مجمل عدد المنازل التي تستخدم الطاقة الشمسية  في صنعاء كنسبة مئوية من 80 الى 90 % ،  فقط قلة قليلة من المنازل ممن لديهم اشتراك بكهرباء تجارية “

و تصل تكاليف ادخال منظومة كافية لتشغيل الثلاجات والغسالات والتلفاز الى حوالي 500 الف ريال يمني ( ما يعادل الف دولار امريكي )  ، في حين يكلف ادخال منظومة شمسية  تستخدم للإنارة فقط ما يقارب 100 ألف ريال يمني ( 200 دولار امريكي )  .

"رُبَّ ضارة نافعة " قصة الحرب والطاقة الخضراء في صنعاء

مقالات مشابهة