المشاهد-خاص:
أثار مشهد احتضان الفنان اليمني محمد قحطان للفنانة اليمنية سالي حمادة وتقبيله رأسها في الحلقة السابعة والعشرين من مسلسل “الدلال” ضجة كبيرة وحالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.
وتباينت ردود الأفعال في أوساط المتابعين للمسلسل الذي يبث على قناة يمن شباب الفضائية حول المشهد الرومانسي بين مؤيد ومعارض واعتبره البعض أجرأ مشهد في تاريخ الدراما اليمنية.
وبينما يرى البعض أن مسلسل الدلال مسلسل يمني بنكهة تركية والمشهد الذي احتواه من الظواهر الشاذة في اليمن يرى آخرون أن النجمين محمد قحطان وسالي حماده قدما في المشهد رسالة بليغة وهادفة حول وجوب أن تكون العلاقة بين الأخ وأخته مبنيه على الإحترام المتبادل.
الاعلامي سمير النمري، مراسل قناة الجزيرة الإخبارية في اليمن، أكد أن مسلسل “الدلال” يمثل نقلة نوعية وخطوة متقدمة في مجال الانتاج الدرامي اليمني رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن.
9
وقال في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”: “هناك تميز في الأداء والسيناريو والإخراج وهو لبنة ستتطور كثيرا خلال السنوات المقبلة إذا انتج العمل قبل وقت كاف من شهر رمضان”.
وحول المشهد الرومنسي الذي تضمنه المسلسل قال النمري: “الذين لم يعجبهم دراما الحب والرومانسية في مسلسل الدلال، يذهبون لعيش دراما الرجولة المصطنعة بما فيها من قتل ودماء ووحشية”.
واختتم بالقول: “لو الأمر بيدي لأنفقت مليارات الريالات على صناعة الدراما والسينما في اليمن لأنها تشكل مصدراً رئيسياً لتغيير نمط حياة الشعوب وتشكيل هويته من جديد فالعالم من حولنا يعيش حياة طبيعية مليئه بالحب والاحترام ومراعاة الآخرين، ونحن نستعرض قوتنا بغباء وجهل وتخلف”.
وتتفق سهام البدجي مع ماأورده الصحفي النمري وتقول: االشعب اليمني اعتاد مظاهر العنف والدمار والجوع وينتقد ويكفر أي شي اخر .. فإذا خرجت أنا لتوزيع الورد في الشوارع سيكيلون لي الاتهامات وأقلها الجنون لأننا لم نعتد مظاهر السلام وتقبل الآخر والبيئة النفسية السليمة.
وتؤيد أمل العامري رأي الصحفي النمري وترى أن المسلسل الدلال جميل واختيار الشخصيات كانا موفق مشيرة أن المسلسل في ظل الامكانيات والوضع الذي يعيشه البلد انجاز كبير ونجاح يُشهد له.
وتشير في تعليقها على حديث النمري الى أن من ينتقدون مشهد الاعتراف وتقبيل الاخ لاخته ويرونه خروجاً عن القيم هم أشخاص يفتقدون للفكر والتوازن النفسي ولا داعي الالتفات لهم أساساً.
بالمقابل، يرى الباحث اليمني سنان الريّه، أن مسلسل الدّلال يروج للعادات الدخيلة على قيم وأعراف المجتمع اليمني مشيرا الى المشاهد الرومنسية التي تضمنها المسلسل أزعجت مشاعر الغالبية العظمى من المشاهدين كونها لاتنسجم مع عاداتهم وأعرافهم وتقاليدهم بل ولا حتى مع قيم الإسلام الحنيف.. بحسب قوله.
وعبّر في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك” عن استغرابه لكيفية قبول الممثلين محمد قحطان وسالي حمادة بذلك الدور وتجاهل قناعاتهم الداخلية حولها وكيف تم اعتماد فكرة تلك المشاهد وماهو الهدف الذي ستحققه من تمثيلها.
وأشار الى عدم وجود أي أهداف لذلك المشهد غير التدرج في الهبوط بمستوى الأداء المهني أو الفني والتدرج كذلك في تطبيع الجمهور اليمني على مثل هذه اللقطات التي لم يتعوّد على مشاهدتها في المسلسلات اليمنية السابقة سواءً التاريخية منها أوالإجتماعية.
ودعا الريّه إدارة إنتاج وإخراج مسلسل الدلال وغيره من المسلسلات اليمنية أن يحافظوا دائماً على الطابع الخاص الذي ينسجم مع قيم اليمنيين وشيمهم وأعرافهم.
أما عبدالرزاق الفلاح فيرى أن بعض المتابعين نظروا للمشهد من زاوية ضيقة ولم ينظروا لما تضمنه من شرح لطريقة التعامل المثلى بين الأخ وأخته وماتواجهه المرأة اليمنية من قسوة المعاملة من الرجل في مجتمع لايعرف ماهي الدراما معتبرا أن المشهد رائع ومعّبر ونقل مشاعر الإخوة بشكل ممتاز
بدورها تعلق هدى اليوسفي على الموضوع بقولها “يحكمنا في تعاملاتنا الحياتية ثلاثة اشياء هي الدين والعرف والعقل وجميعها تخلص الى أن لمس الرجل لغير المحارم باطل ولا يجوز فالدين حرمه والعرف عابه وشدد عليه والعقل والفطره يرفضانه ويبتعدان عنه”.
ورغم الجدل الكبير الذي أثاره مسلسل الدلال، إلا أنه حقق أرقام مشاهدات كبرى تجاوزت في الحلقة الواحدة أكثر من 300 ألف مشاهدة في موقع يوتيوب وحدة بينما حققت مسلسلات عربية أنفقت عليها مبالغ طائلة نسبة مشاهدات ضئيلة لا تتعدى بضع آلاف المشاهدات على يوتيوب.
ويرى عبدالقادر عرابي أن المواطن اليمني متعطش لفن حقيقي، ودراما يمنية واقعية لأنه يرى فيها وجهه الطبيعي وثقافته الأصلية بدون تكلف كبير، ويستطيع من خلال تلك المسلسلات الخروج من مستنقع السياسة المتفجرة، والحروب والأزمات المتلاحقة عليه.
يذكر أن مسلسل الدلال من بطولة نجوم الدراما اليمنية، صلاح الوافي ومحمد قحطان وسالي حمادة وأماني الذماري وأخرون من ألمع النجوم في الساحة الفنية وإخراج المخرج اليمني وليد العلفي.
