المشاهد نت

فى يوم الشعر العالمي شعراء تعز يستحضرون ذاكرة الصمود الفلسطينية في مواجهة الحرب والحصار

المشاهد-فخر العزب-خاص:

أحيت مدينة تعز يوم الشعر العالمي بفعالية أدبية بعنوان “أشعار في وجه الحرب والحصار” نظمها مكتب الثقافة بالمحافظة واحياها عشرة شعراء.

وتغنى الشعراء في قصائدهم التي ألقوها على مسرح قاعة 22 مايو – جامعة تعز بصمود المدينة في وجه الحرب والتباهي بفضائل مدينتهم التي وصفوها بأنها مدينة الله، كما حضرت القصائد الغزلية التي تؤكد على حب الحياة وعلى تشبث أبناء تعز بقيم الحب والجمال في مواجهة آلة الموت والقتل والحصار.

الفعالية التي أقيمت بحضور وكيل محافظة تعز المهندس رشاد الأكحلي تضمنت أيضا فقرات فنية وغنائية من مختلف ألوان الغناء اليمني .

وقد جاء إحياء يوم الشعر بتعز بمهرجان “أشعار تحت الحرب والحصار” استحضارا لتجارب شعوب قاومت بالكلمة والحرف، في تأكيد منها على أن سلاح الكلمة يظل أقوى طالما يرتبط بمعارك الشعوب من أجل الحياة، وأن الكلمة هي وحدها القادرة على أن تهزم الرصاصة والوحيدة القادرة على البقاء، حيث أن الشعر في زمن الحرب والحصار يبقى القيمة الزاخرة بالحياة وبالصمود وبالتحدي، ووحده القادر على فتح ثغرات للضوء والأمل مهما كان الواقع معتما.

فتعز التي تواجه آلة القتل والحصار الهمجي منذ ثلاث سنوات تعرف كيف تقاوم وكيف تنتصر للوردة في مواجهة الرصاصة، وللجرح في مواجهة القيد، وللحياة في مواجهة الموت، ولهذا فتعز لا تزال ترسم مناظر ومشاهد الحياة في كل مناسبة من خلال الفعاليات الثقافية المتنوعة التي يحضر فيها الحرف والريشة والموسيقى والرقص وكل شي له علاقة بالحياة.

مدير مكتب الثقافة بتعز عبدالخالق سيف قال لــ”المشاهد نت” إن إحياء يوم الشعر العالمي في تعز في ظل ما تعانيه المدينة من حرب وحصار مفروض عليها من قبل مليشيا الانقلاب التي جاءت بآلة الموت لتقتل الحياة في كل المدينة، هو دليل واضح أن تعز مدينة عاشقة للحب والجمال، وأنها تنتصر بإرادة الحياة التي تمتلكها، وهي الإرادة التي عبر عنها شباب تعز بقصائدهم التي تغنت بكل ما هو جميل، مضيفا أن الشعر يثبت دائما أنه السلاح الأقوى والذي لا ينكسر أمام أعداء الحياة، فالشعر دائما يرتبط بثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت ولذا فهو لا ينهزم أبدا لا أمام الحرب ولا أمام الحصار.

وأكد “سيف” إن الحضور الجماهيري الكبير والذي امتلأت به قاعة 22 مايو بجامعة تعز يثبت أن الواقع الثقافي في تعز بخير، وأننا أمام جيل جديد يدرك أهمية الثقافة في حياة الشعوب، كما يدرك أهمية صناعة وخلق واقع ثقافي جديد لمواجهة أعداء الحياة في الداخل والخارج، وهو واقع ثقافي يعتز فيه المجتمع بلغته وعاداته وتقاليده ومورثه التاريخي والثقافي .

إقرأ أيضاً  غرق "روبيمار" يهدد ثروة اليمن السمكية  

وتحرص تعز على الانتصار لثقافتها المدنية من خلال الفعاليات الثقافية المتنوعة والتي شهدت تزايدا كبيرا في عددها في الآونة الأخيرة من خلال إحياء المناسبات الثقافية والأعياد الوطنية رغم كل ما تتعرض لها المدينة من استهداف همجي من قبل عصابات الموت، لتثيت هذه المدينة أنها المدينة المتسلحة بالكلمة والعصية على التركيع.

وترى الإعلامية بشرى الحميدي في حديثها لــ”المشاهد نت”  أن الشعر بعث الروح من جديد لمدينة ذهبت فيها آلاف الأرواح بلا رجعة، فهو تعبير لمشاعر تختلج الصدر ولمآسي عشناها ولا زلنا نعيشها بفعل عصابة الحوثي الانقلابية التي جاءت وهي تحمل ثقافة الموت، فالشعر يأتي ليخلق روح التفاؤل وليبعث نسمات الأمل من جديد، وإحياء يوم الشعر العالمي في مدينة تعز جاء للانتصار لمدنية تعز في مواجهة ثقافة الموت والتطرف التي تريد أن تفرض نفسها في مدينة لا تعرف إلا قيم المحبة ومبادئ السلام .

وقد ولدت فكرة يوم الشعر العالمي من رحم صمود الشعراء في مواجهة الحرب والحصار،  حيث تعود فكرة تخصيص يوم الشعر العالمي في 21 مارس من كل عام إلى ثلاثة من الشعراء الفلسطينيين وهم محمود درويش وفدوى طوقان وعزالدين المناصرة خلال مشاركتهم في مهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية)  في مايو 1997 بفرنسا، حيث تفاهموا حول فكرة “المبادرة الفلسطينية لتأسيس اليوم العالمي للشعر” وأرسلوا خطابا إلى مدير عام اليونيسكو “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” بعنوان: “مانيفستو: الشعر شغف الإنسانية – الشعر جسد العالم” طالبوا من خلاله بتخصيص يوم عالمي للشعر.

اثر خطاب الشعراء إلى منظمة اليونيسكو أرسلت المنظمة المبادرة الفلسطينية إلى 30 منظمة ثقافية في العالم، وتمت مساندة المبادرة من قبل عدد من اللجان، وفي عام (1998، 1999) تواصلت الاستشارات، حتى أصدرت اليونسكو عام (1999) قرارها بالموافقة على فكرة تأسيس يوم عالمي للشعر، وأعلنت أن يوم 21 مارس من كل عام، هو يوم عالمي للشعر.

مقالات مشابهة