المشاهد نت

عيد الأم فى زمن الحرب باليمن وجوة حرمت مصافحة نبع الحنان

المشاهد-خاص:

يأتي عيد الأم هذا العام وأمهات اليمن في وضع لايحسدن عليه، منهن من تعرضن للقتل والتشرد في مخيمات النزوح, والبعض فقدن أبناءهن في الحرب، وأخريات ينتظرن أولادهن المغيبين في السجون والمعتقلات.

وتعيش الأم اليمنية هذا العيد وسط أحزان وآلام لاتحصى فالكثير من الأمهات استشهد أبنائهن في الحرب والكثير منهن هجرن منازلهن مجبرين تاركين فيها أجمل الذكريات.

وتحول يوم الواحد والعشرين من مارس من كل عام، من مناسبة للفرح والسعادة إلى غصة في القلب عند الكثيرين ممن فقدوا أمهاتهم في الحرب التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أعوام.

عيدها في الجنة أجمل

في الوقت الذي يحتفل فيه كثيرون بعيد الأم، يجلس أحمد 22 عاماً، بجانب قبر أمه التي فقدها برصاصة قناص حوثي في مدينة تعز، (جنوب غرب اليمن) رافعا يديه للسماء، داعياً لها بالرحمة ولقلبه بالصبر على فراقها.

عيد الأم هذا العام له طعم المرارة عند أحمد الذي حرمته رصاصة قناص حوثي حنان أمه أثناء خروجها لشراء بعض التجهيزات ليوم زواجه القريب والذي قرر تأجيله بعد مقتلها الى أجل غير مسمى.

يقول أحمد لـ”المشاهد” استشهدت أمي في مايو الماضي برصاصة غادرة من قناص حوثي قبل أسابيع قليلة من موعد زواجي ومنذ ذلك اليوم قررت تأجيل الزواج ونذرت نفسي للدفاع عن تعز حتى الشهادة أو النصر.

ويضيف: “أمي الحبيبة الآن ملاك في السماء وعسى أن يكون عيدها وجميع أيامها في الجنة أجمل وأدعوا الله عز وجل أن يعين من فقدوا أمهاتهم في هذا اليوم ويلقي في قلوبهم الصبر”.

ذكريات مؤلمة

تعيش آلاف الأمهات اليمنيات في عيدهن بذكريات مؤلمة، ومشاهد جثامين الأبناء والأزواج لا تفارق مخيلاتهن، فلا خاسر أكبر من الأم اليمنية في هذه الحرب التي أدمت قلوب العديد منهن وتسببت لهن .

أم موسى تجد نفسها وحيدة في عيدها السنوي، إلا من حزن يعتصرها على فراق نجلها الذي فقدته بقصف لطيران التحالف استهدف مستشفى عبس الريفي, بمحافظة حجة شمال اليمن، في منتصف أغسطس 2016.

وتمسك أم موسى بقايا قميص ابنها الشهيد.. وتقول بعينين دامعتين وقلب مكلوم: “هذا ما تبقى لي من إبني الغالي الذي لم نجد حتى أشلاءه في ذلك اليوم المشؤوم الذي لن أنساه ماحييت”.

وتضيف في حديثها لـ”المشاهد”: كان موسى أول من يعايدني في عيد الأم من بين إخوانه وأخواته، ويحضر لي الهدايا القيمة بهذه المناسبة.

منازل أخرى إن طرقت أبوابها وجدت الحزن عنوانها وقد اكتفى أبناؤها بقبلة على جبين أمهاتهم اللاتي جفت دموعهن على أبنائهن الشهداء، وظللن يعشن الأيام والليالي على ذكرياتهم المؤلمة .

معاناة النزوح

تحل مناسبة عيد الأم التي يحتفل بها العالم اليوم، والأمهات اليمنيات يعشن معاناة مضاعفة في مخيمات النزوح بعد أن وجدن انفسهن بعيدا عن منازلهن في ظل ظروف قاسية ترغمهن على القيام بمهمات إضافية.

إقرأ أيضاً  احتراق ناقلة نفط غرب لحج

وتقول زهرة نازحة من صعدة، لـ”المشاهد”، إن الأسر المتواجدة في المخيمات لا يخطر ببالها الاحتفال بعيد الأم لأسباب عديدة، أبسطها أنهم لايجدون مايأكلونه، فضلا عن تدهور أوضاعهم الإنسانية بشكل يومي.

وتضيف زهرة وهي أم لخمسة أطفال: نسينا الاحتفال بعيد الأم والأعياد الأخرى منذ ثلاثة أعوام وها أنا ذاهبة في يوم عيدي لأجمع الحطب لأطهوا القليل من الأرز لأطفالي الجياع.

وتختتم حديثها بالقول: نعيش أنا وأطفالي غربة النزوح وآلامه في خيمة ممزقة لاتقينا حر الصيف ولا برد الشتاء وفي ظل نقص كبير في الماء والغذاء وعندما تنتهي الحرب ونعود الى بيتنا سيكون هناك متسع للإحتفال بجميع المناسبات.

عيدي حرية ولدي

تحتفل أمهات العالم، بعيد الأم، وفي اليمن أمهات أكبادهن خلف القضبان، ينتظرن بلهفة وشوق خروجهم وأي كلام يداوي جروحهن ويطفئ النار في قلوبهم المنتظرة بلهفة .

ويمر عيد الأم على أمهات المفقودين والمخطوفين في اليمن وهن مسمرات على أبواب السجون أملاً في رؤيتهن لثواني معدودة، بينما يمتن بعضهن كمداً على فراقهم ولايسمح القتلة لأبنائهن بالقاء نظرات الوداع الاخيرة .

ويأتي العيد وأمهات اليمن تتجدد معاناتهم كل يوم، فالاختطافات مستمرة والانتهاكات في حق أبنائهن المختطفين والمخفيين قسرا تزداد يوماً حيث يعانون من التعذيب والإهمال الصحي في سجون أقل ما يمكن وصفها به أنها أماكن مخصصة لامتهان كرامة الإنسان.

وتزامناً مع عيد الأم العالمي أطلقت رابطة أمهات المختطفين حملة إلكترونية على وسم #عيدي_حرية_ولدي يعون عبرها المجتمع الدولي بقلوب الأمهات المليئة بالحب أن يهدوا إليهن فرحة لن ينسوها بسرعة التدخل للإفراج عن أبنائها المختطفين والمخفيين قسرا في سجون الحوثيين.

رمز للصمود

في عيد الأم رغم كل الحزن والألم والظلم الذي حل بالأم اليمنية إلا أنها تظل رمزاً للصمود والعطاء والتضحية، ومصدر فخر وعز لشعبها وأمتها.. تقول أمة الرحمن الحميري.

وتضيف الحميري وهي طالبة إعلام بجامعة تعز: أهنئ أمهات اليمن بمناسبة عيد الأم سائلة المولى عز وجل أن يعوضهن عن صبرهن الجميل وصمودهن الأسطوري في ظل الحرب بحياة مفعمة بالسلام والسعادة.

وتابعت في حديثها لـ”المشاهد”: أود أن أحيي جميع أمهات اليمن وبالأخص أمهات الشهداء فهن أعظم الأمهات في العالم فقد قدمن أغلى ما عندهن فداءً للوطن.

واختتمت قائلة: أستغل هذه الفرصة لأحيي صمود أمهات اليمن الماجدات بعد ثلاث سنوات من المعاناة وأقول لهن أن آلامكن ومصائبكن لن تدوم لأمد طويل بإذن الله وبفضل صبركن وتضحياتكن الكبيرة وعطائكن الذي لا ينضب.

مقالات مشابهة