المشاهد نت

الصحفي الشرعبي تفاصيل قصة النجاة من الموت حرقا فى مدينة عدن

المشاهد-مفيد الحميري -خاص:

أفرزت الحرب والصراع المتعجرف والمعقد في اليمن، فصول من المعاناة والوجع والقهر الآ متناهي، وأصبحت القصص الإنسانية لمعاناة اليمنين تتصدر واجهة الوسائل الإعلامية المحلية والدولية، ولكن قليلة هي تلك القصص التي تحكي مأساة الصحفيين، الذين لطالما كانوا صوت المكلومين والمقهورين، فاصبحوا مجرد ضحايا وأرقام في المنظمات الإنسانية، ولا يلتفت لهم أحد.

وليد عبد الواسع الشرعبي، الصحفي الذي ظل ينقل أوجاع وهموم الطبقة المسحوقة الأكثر فقرا وعوز، ويغوص في ثناياها، ليكشف مأساتها يجد نفسه اليوم في شبه حياة أقل ما توصف بأنها الموت البطيئ بنكهة القهر و الألم؟ وأمام قصة إنسانية هو ضحيتها العاجز عن روايتها؟

الشرعبي وليد، والذي عمل في عدة صحف ولسنوات كثيرة، منها صحيفة أخبار اليوم، والتي لا يزال يرأس تحريرها، باحثاً عن الحقيقة، وناقلاً احوال الناس ومشكلاتهم، أصبح اليوم عاجزا عن سرد تفاصيل قصته بل وعاجزا عن مواصلة الحياة، جراء إضطراره للقفز من الدور الثاني، هربا من الموت، أثناء اندلاع الحريق الذي اضرمه مسلحون مجهولون في مقر ومطابع صحيفة أخبار اليوم بعدن، نهاية الأسبوع الفائت.

الصحفي نبيل الشرعبي، شقيق وليد، يقول في حديثه لـ”المشاهد”، إن “شريحة الصحفيين في اليمن مظلومون بشكل كبير جدا لأنه لا يوجد لدينا تأمين، وبمجرد أن ينتهي العمل في الوسيلة الإعلامية، أو يتم الإستغناء عنه يخرج إلى الشارع ليس لديه أي عمل ويبقى عرضة للبطالة”، ويضيف، أن “وليد واحد من كثير من الصحفيين الذين تعرضوا لكمية كبيرة من الخذلان، والاهمال المتعمد وحالة اللامبالاة من الجهات المعنية، والمتمثلة بإدارة تحرير الصحيفة ومؤسسة الشموع المالكة للمطابع”، ويشير إلى أنه “قرر بيع كليته اليسرى، وذلك لإنقاذ حياة شقيقه، جراء تعرضه لكسور في قدميه وشرخ في غشاية العمود الفقري، والتعامل مع حالته بنوع من الدونية والإهمال لا نجد له مبررا إلا أنه جاء من نسل رجل بسيط”، ويؤكد إنني “جاد في إعلان بيع كليتي حفظاً لكرامة أخي وصديقي وليد وحرصاً على حياته التي ينظر إليها المعنيون بدونية”.
ويواصل نبيل وبصوت تخنقه الف عبرة وعبرة، قائلا: “ليس وليد وحده من شرب مرارة الوجع والواقع البئيس، فأنا أيضا كنت مشرف المحلق الإقتصادي في صحيفة أخبار اليوم، ومنذ فبراير العام 2015 توقفت عن العمل، وخرجت إلى رصيف البطالة ولكن وبعد بحث مضني ووضع إنساني قاهر حصلت على فرصة عمل “حجر وطين”، بالأجر اليومي”.

إقرأ أيضاً  مستجدات «المنخفض الجوي المداري» شرق اليمن

وليد الشرعبي نفسه، وعلى الرغم من أن حالته الصحية المتردية جدا لا تسمح له بالحديث، إلا أنه حاول أن يسرد لنا بعض تفاصيل القصة وبصعوبة، قائلا: في حديث خاص لـ”المشاهد”، إنه “كان في الدور الثاني أثناء إندلاع الحريق ولم يعرف إلا من خلال الدخان الكثيف الذي إنتشر في إرجاء المكان”، وبشرود وذهول يواصل “بدأ الحريق يلتهم المكان ويقترب من الدور الثاني حينها أحسست أنه سيلتهمني لا محالة، ففتحت النافذة وقفزت إلى الأرض إنقاذا لحياتي، ولم أفق إلا في المستشفى”، ويضيف “لقد تعرضت لإصابات عده كسرين في الرجل اليسرى، وكسر في اليمني، إضافة إلى رضوض في نواحي مختلفة من جسدي، وشرخ في غشاية العمود الفقري”.
ويشير إلى أن “الزملاء في صحيفة أخبار اليوم وعدد من الزملاء الصحفيين، تكلفوا بكافة تكاليف العملية، وقاموا بالدور الواجب، ولكن إلى الآن لم أجد أي إهتمام من قبل الجهات الرسمية أو وزارة الإعلام، ولا حتى مجرد سؤال”.

وليد الذي يرقد على فراش المرض والألم والقهر والإهمال، لم يكن سوى واحدا من الصحفيين الذين إن لم تقتلهم الحرب لفحتهم نارها، والقائمة تطول؟!.

مقالات مشابهة