المشاهد نت

الحوثيون والزوامل توظيف تراثي فني نحجت فيه الجماعة فى التحشيد والعزف على وتر الحماسة القبلية “تقرير خاص”

المشاهد-خاص:

نجح الحوثيون في خداع بعض القبائل اليمنية شمالا،واستدراج أبنائهم للقتال في صفوف حركتهم المدعومة من ايران،مستخدمين وسائل وأساليب متعددة ،لم يكن أحد يدرك انها ستكون ذات جدوى وتأثير كبير في القرن الحادي والعشرين ، “الزامل ” أحد أنواع الفنون الغنائية القبليّة التقليدية، المكونة من أبيات شعرية بلهجات محلية ، يتم تنسيقها بعدة ألحان وأنماط تراثية، ،وظفه الحوثيون لخدمتهم العسكرية من اجل الحشد والحماسة والمعنوية العالية بنهكة طائفية ومناطقية  ،حتى بات يعرف عند كثيرمن الناس بأن من يردد “زوامل جماعة الحوثي  ” ويتفاخر بالاستماع إليها من على هاتفه المحمول ،أو سيارته، أو دراجته النارية،قد أصبح “حوثيا” كما أراد الحوثيون في الصاق فن “الزامل” بهم .
وأدرك الحوثيون أهمية الزوامل ومكانتها في وجدان أبناء القبائل اليمنية منذ أن شنوا حروبهم الاولى على الدولة اليمنية حينها برز عدد من الشعراء الموالين للجماعة الحوثية ليقدموا مختلف القصائد التي تمجد زعيم الحركة الحوثية ومن سار على نهجهم، ولكن على استحياء كونهم كانوا ملاحقين قانونيا من قبل الدولة التي اعتبرتهم في ذلك الوقت جماعة متمردة .، وفي العام 2011، أستغل الحوثيون اجواء الانفتاح التي وفرتها ثورة 11 من فبراير،ليسوقوا زواملهم على شباب الثورة المتواجدين في ساحات التغيير في العاصمة صنعاء وعدد من الساحات المشابهة في محافظات أخرى ، بإسم مكون “شباب الصمود” ومنذ ذلك الوقت عمل الحوثيون على نشر الزوامل في مواقع الفيديو والصوت عبر شبكة الانترنت ، وعبر وسائلهم الإعلامية المرئية.، وعند اجتياحهم العاصمة صنعاء عقب انقلابهم على الدولة سعى الحوثيون بكل قوة الى نشر زواملهم بنطاق واسع عبر عدد من الإذاعات المحلية التابعة لهم واستمر الحوثيون في إنتاج الزوامل والتي خرج شعرائهم في كلماتها عن ماكان مألوفا عند اليمنيين،يقول محمد جري، المتخصص في ألصحافه الفنية في حديثه لـ”المشاهد ” ” شجع الإيرانيون انتاج الزوامل لأنهم وجدوا أن لها دورا كبيرا في شحذ همم المقاتلين ، مستغلين نفسية القبيلي اليمني الذي يعشق الزوامل ويرى أنها تعبر عن شخصيته ، ففي تلك الفترة سافر عدد من أتباع الحركة الحوثية إلى لبنان لإنتاج زوامل بتقنيات صوتية عالية ، كما بثت إذاعة صنعاء الرسمية التي يسيطر عليها الحوثيون، لأول مرة في تاريخ الإعلام اليمني المسموع والمرئي أناشيد ثورية لحزب الله اللبناني ، وقلد عدد من المنشدين اليمنيين الموالين للحركة الحوثية بعض الأناشيد الشبيهة بما يعرف عند الشيعة في العراق ولبنان بـ”اللطميات ”
قدرة تحشيدية:
، وعند بدء عاصفة الحزم بداء الحوثيون إنتاج أكبر عدد من الزوامل وسعوا إلى الترويج لها ونشرها عبر نقاط توزيع مجانية لتعبئة الفلاشات و الذواكر في بوابات الجامعات والمدارس وأماكن تجمعات الناس في الملتقيات والمهرجانات والمنتديات ومقاهي الانترنت وحتى جلسات المقابل بواسطة أشخاص أسموهم بـ”التقافيين “.، ويؤكد عدد من النقاد الفنيين أن للزوامل قدرة تحشيدية هائلة في المجتمع القبلي اليمني وأن الحوثيون درسوا نفسيات أبناء القبائل اليمنية ،واستثمروا هذا الأمر جيدا وذلك ما ذهب إليه المستشرق الألماني هانز هولفرتيز،قبل سنوات طويلة، حيث أشار في كتابه، “اليمن من الباب الخلفي”، ، إلى ان أهل اليمن يعتقدون بأن مجرد إنشاد هذا النشيد الذي يسمى “زامل” فذلك كفيل ببث الفزع في قلوب الأعداء.”
ويقول الباحث أحمد مفضل ” استفادت الحركة الحوثية من التراث الصعدي الأصيل وما فيه من الحماية والمفاخر والتهييج القتالي ، فهذا التراث لا يصلح إلا للمعارك والحروب والتحشيد كما أن التراث الحضرمي ليس الا للحنين والسلم واستدعاء العاطفة والتراث الصنعاني والغزل والأفراح و لكل خامة معينة واختصاص وتأثير يختلف عن الآخر وتعددت وتنوعت الألحان اليمنية لأنها ظلت قرونا وهي تمثل الذائقة الشعبية والثقافية في المجتمع اليمني .. جاءت حركة الموت وسرقت التراث الاصيل و ابتعلته لغسل أدمغة البسطاء وتهييجهم ودفعهم بحماسته إلى جبهات الموت،وأصبحت زوامل الحوثي هي الشيء الوحيد الذي يتفاخرون به بعد هذا الخراب المدوي ..”
سبب في الحوادث:
“الواقع والأحداث تتطلب منا ان ننتج باستمرار ، فمراحل العدوان على اليمن ينتج فيها أحدات متسارعة. ” يقول عيسى الليث أحد أبرز المنشدين الحوثيين في رده على سؤال صحفي حول إنتاج الحوثيين للزوامل ، ويؤكد الليث أن الزوامل أضحت سبباً رئيساً في عشرات الحوادث المرورية،ويقول ” موقف محرج تعرضت له خلال زيارتي لأحد الجرحى في المستشفى أول ما رآني الجريح قال : ما أصابني هو بسببك يا عيسى.. قلت له : كيف.. قال : كنت متفاعل مع زاملك وأنا أسوق السيارة وتفاعلت زيادة ما عاد ركزت إلا وسيارتي منقلبة”

إقرأ أيضاً  اللحوح... سيدة مائدة الإفطار الرمضانية

استمالة قبل الانتكاس:
ويلجا الحوثيون إلى إنتاج الزوامل عند ما يتعرض مقاتلو الحركة لانتكاسات وهزائم في عدد من الجبهات مثلما حصل لهم مؤخراً في محافظة تعز الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من اليمن ، وعلى وقع تلك الهزائم .

وعندما يتمرد شيوخ القبائل على مشرفي الحوثي ، يستميل الحوثيون القبائل بزوامل تثير العواطف ، مثلما حصل من تمرد على الحوثيين في قبائل “وائلة” ، وقبائل “همدان” ، قبل نحو اشهر ، حينها انتج الحوثيون زامل بعنوان “همدان ياهمدان “، تقول كلمات الزامل :

الحوثيون والزوامل توظيف تراثي فني نحجت فيه الجماعة فى التحشيد والعزف على وتر الحماسة القبلية "تقرير خاص"0
ياويله يا يام وياصبه ويادهم . العز يا أهل العز ياهمدان يا بن زيد الاصول
همدان ياهمدان يا أساس المبادىء والقيم .والله مايقعد وراء ماقد حصل غير الفسول
وعندما استعاد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اجزاء واسعة من مديريتي الجراحي وحيس بمحافظة الحديدة ، انتج الحوثيون زاملا لقبائل الحديدة باللهجة التهامية بعنوان ” قاحي ياتهامي ” ، تقول كلمات الزامل :
بكر بايكوا امجراحي ..لــ أمخوخه مهنجم صاحي
قاحي ياتهامي قاحي ..ماتخضع سوى لــ أمعبود
حاشا لـ أمزرانيق تركع ..لاقامو جحيمو شـ وقع
ياحيسي فداكم راسي ..من شيتي سنانا مفقود
كما ينتج الحوثيون بعض الزوامل قبل أن يقدموا على اعمال قتل وتخريب ، تماما مثلما فعلوا قبل قتلهم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ، حيث انتجوا زاملا بعنوان ” كذاب اليمامة “يهيئون فيه الناس تقبل أسباب قتلهم لصالح ، تقول كلمات الزامل “:
يا على عفاش وقف عند حدك وغادر ..اليمن ما أنت منها ما أنت من مستواها
كيف نرضى من أصبح للتحالف كنادر..وصمة العار لطخ وجهك اليوم ماها
لا شرف لا رجولة أنت شيطان ماكر.. أنت نطفه خبيثه والضرر في بقاها
أنت مجرم خبيت وفي الجريمة معاصر..والشواهد كثيرة تكتسيك بكساها
كاذب الي يقول انك مناضل وثائر.. الحقيقة جليه فيك كلاً قراها

 

مقالات مشابهة