المشاهد نت

هل تكون عُمان محطة سلام اليمن ؟

جرحى يمنيون

المشاهد- صنعاء – غمدان الدقيمي:
عندما أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز انطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن منتصف ليل 26 آذار/مارس 2015، كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على وشك اجتياز آخر نقطة حدودية يمنية باتجاه سلطنة عُمان، فراراً من جحافل المتمردين الحوثيين التي كانت تطرق أبواب قصره الرئاسي في مدينة عدن جنوبي البلاد.
كان قرار السعودية بالتدخل عسكرياً في اليمن ضد جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح مفاجئا حتى للرئيس هادي نفسه الذي قال حينها إنه لم يعلم بانطلاق “العاصفة” سوى في الصباح، بسبب اضطراره لإغلاق جميع هواتفه النقالة تفاديا لتعقب موكبه الذي قطع نحو 1600 كم من مدينة عدن وصولاً إلى المنفذ الحدودي مع سلطنة عُمان دون توقف.
وعلى الرغم من إعلان كافة دول مجلس التعاون الخليجي مشاركتها في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، فضلت سلطنة عُمان التزام مبدأ الحياد الذي اختارته عنواناً لسياستها الخارجية، على نحو أهّلها للحفاظ على علاقات جيدة مع جميع أطراف النزاع اليمني.
وبرر الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي موقف بلاده آنذاك، قائلاً “لا نريد أن يُسجِّل التاريخ أنَّ عُمان اعتدت على اليمن”، لكن الوزير العماني أكد وقوف بلاده إلى جانب القيادة الشرعية اليمنية، ودعمها لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب وَفْقَا لمرجعيات وقرارات مجلس الأمن الدولي.‏
الوسيط النزية
ويرى مختار الرحبي، وهو مستشار وزير الإعلام اليمني، وسكرتير صحافي سابق في رئاسة الجمهورية، موقف سلطنة عُمان من الأزمة اليمنية بأنه “ايجابي”، وهو وما يتفق بشأنه أيضاً، عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين حسن الحمران.
وأكد الرحبي لموقع (ارفع صوتك) أن “عُمان كانت أول دولة يصل إليها الرئيس عبدربه منصور هادي بعد خروجه من عدن، وهي تعترف بشرعيته، كما أن لدى اليمن سفير هناك”.
أضاف “هي ليست مع الحوثيين لكنها تحتفظ بعلاقة جيدة معهم وهذه العلاقة يستفيد منها الجميع، وحين يطلب منها دور الوسيط، فهي تقوم بدور الوسيط النزية”.
من جانبه أشاد القيادي البارز في جماعة الحوثيين، حسن الحمران، بالدور الانساني لعُمان في السماح بوصول شحنات الأدوية وإخراج الجرحى وإسعاف المرضى، “خصوصاً في الأيام الأولى للحرب”.
لكنه أشار إلى تراجع هذا الدور في الآونة الأخيرة “ربما بسبب ضغوط من الأمم المتحدة”، على حد قوله، لموقع (ارفع صوتك).
ومع ذلك قال إن جماعته تثق كثيراً بمواقف مسقط المبدئية النابعة “من قرار سيادي على ما أعتقد”.
ويؤكد الدكتور محمود الشعبي، وهو أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة صنعاء، أن عُمان لعبت دوراً مهما في الضغط على الحوثيين وحلفائهم للانخراط في الجولات السابقة من مفاوضات السلام اليمنية، بسبب الثقة التي حظيت بها لعدم مشاركتها في التحالف العربي.
أضاف لموقع (ارفع صوتك) “عُمان لها نفوذ كبير على الحوثيين وحلفائهم في اليمن، وهو نفوذ مرضي عنه من قبل أميركا”.
ويرى أن عُمان هي الدولة الأقرب لاستضافة أي مفاوضات سلام يمنية مقبلة.
وأثنى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مراراً بالدعم العُماني لجهود المنظمة الدولية للتوصل “إلى حل مرضٍ فيما يتعلق بالأزمة اليمنية”.
“عقيمة”
ومنذ تصاعد وتيرة النزاع الدامي في اليمن قبل ثلاث سنوات، رعت سلطنة عُمان مفاوضات “عقيمة” غير معلنة بين جماعة الحوثيين وأطراف في التحالف العربي، لبحث فرص التهدئة العسكرية على جانبي الحدود اليمنية- السعودية، كخطوة أولى لوقف شامل لإطلاق النار.
ومنتصف تشرين ثاني/نوفمبر 2016، استضافت مسقط محادثات مباشرة بين جماعة الحوثيين ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري الذي نجح في إقناع ممثلي الجماعة الشيعية المتحالفة مع إيران، بالالتزام بوقف إطلاق النار والانخراط في مفاوضات جديدة وفق خطة أميركية للسلام تتضمن نقل صلاحيات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى نائب توافقي ومشاركة الحوثيين وحلفائهم في حكومة وحدة وطنية.
لكن المقترح الأميركي اصطدم برفض قاطع من الرئيس هادي الذي أكد تمسكه بقرارات مجلس الأمن، وعدم المساس بالشرعية القائمة حتى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.
كما تشارك سلطنة عُمان منذ نهاية 2016 في لجنة دولية لدعم جهود السلام في اليمن، تضم وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والسعودية والإمارات.
الأقرب لإيران
ولا يتفق مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي مع ما يثار من تشكيك بشأن حياد سلطنة عُمان في الأزمة اليمنية، واستخدام أراضيها كمنفذ لتهريب السلاح للحوثيين من حلفائهم الإقليميين في إيران.
“ليس هناك أي اتهام رسمي، هذه الاتهامات تأتي في إطار الشائعات التي لا تقوم على أساس ثابت”، قال الرحبي.
لكن الدكتور محمود الشعبي لا يستبعد حصول الحوثيين على دعم مالي ولوجستي منقول من عُمان ذاتها أو من إيران.
وحسب الشعبي فإن الحكم في عُمان “يتركز في يد الطائفة الإباضية وهي فرع من فروع الشيعة الأقرب لإيران والحوثيين من الأغلبية السنية في الجزيرة العربية”.
المصدر: ارفع صوتك

مقالات مشابهة