المشاهد نت

رقصة صالح الأخيرة على رؤوس الثعابين

المشاهد- صنعاء – غمدان الدقيمي:
يدخل الصراع الدامي المتصاعد في اليمن منذ ثلاث سنوات منعطفا جديدا، بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح (75 عاما) على يد مسلحي جماعة الحوثيين، بعد يومين من إعلانه الانقلاب على تحالفه مع الجماعة التي تقود تمردا مسلحا على الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي المدعوم من تحالف عسكري إقليمي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأعلنت وزارة الداخلية في سلطة الحوثيين بصنعاء غير المعترف بها عن انتهاء ما وصفتها بـ“أزمة مليشيا الخيانة” بإحكام السيطرة الكاملة على معاقلها في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى ومقتل صالح الذي أعلن السبت التمرد على الجماعة، في أعقاب تصاعد أزمة الثقة بين حليفي الحرب في صنعاء وانزلاقها نحو صدام مسلح منذ الأربعاء الماضي خلف مئات القتلى والجرحى من الطرفين.
ولم تذكر جماعة الحوثيين أي تفاصيل عن ظروف ومكان مقتل صالح، لكن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا تسجيلا مصورا، ظهر فيها شخص مسجى بلحاف وعليه جروح بليغة في رأسه، قالوا إنها للرئيس السابق عقب مقتله على يد عناصر من الجماعة أثناء محاولة فراره من العاصمة صنعاء.
وجاء إعلان مقتل صالح بعد وقت قصير من سيطرة جماعة الحوثيين على مناطق نفوذه عند الضواحي الجنوبية للعاصمة صنعاء، والتي ظل يحتفظ بها منذ أجبر على التنحي على رئاسة الجمهورية أواخر 2011 في أعقاب انتفاضة شعبية عارمة، بعد 33 عاما من التشبث المستميت بالسلطة.
تحالفات صالح
وتولى الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ولد في 21 آذار/مارس 1942 السلطة في شمالي اليمن في 17 تموز/يوليو 1978، عقب اغتيال الرئيس أحمد الغشمي بحقيبة مفخخة لا يُعرف مصدرها على وجه التحديد إلا أن تكهنات تشير الى ضلوع ما كان يعرف بالشطر الجنوبي في الحادث.
وفي 22 أيار/مايو 1990، نجح صالح الذي ينحدر من قبيلة حاشد كبرى قبائل شمالي اليمن، بالشراكة مع علي سالم البيض أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم جنوب اليمن آنذاك، في الإعلان عن تحقيق الوحدة بين شطري اليمن، وقيام الجمهورية اليمنية، قبل أن يتمكن لاحقا من إجبار شركائه الجنوبيين على مغادرة البلاد في أعقاب حرب دامية بالتحالف مع حزب تجمع الإصلاح الذراع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين، أدت إلى هزيمة قوات الحزب الاشتراكي اليمني في 7 تموز/يوليو 1994.
لكن تحالف صالح الذي كان يصف نفسه “بالراقص على رؤوس الثعابين” مع حزب الإصلاح لم يستمر طويلا، حيث سرعان ما انقلب على هذا التحالف في العام 1997، ليسيطر بشكل مطلق على السلطة حتى العام 2011، حين أجبر على التخلي عن السلطة في أعقاب ثورة ما سمي بالربيع اليمني، بموجب تسوية سياسية قادتها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
لكن صالح سرعان ما انقلب على هذه التسوية السياسية، من خلال التحالف مع جماعة الحوثيين في اجتياح العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 وإجبار الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي لاحقا على مغادرة البلاد إلى العاصمة السعودية الرياض التي تقود منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا إقليميا في مسعى لإعادة الرئيس هادي إلى السلطة.
غير أن اعلانه يوم السبت الماضي الانقلاب على تحالفه مع جماعة الحوثيين المدعومة من ايران، كان بمثابة رقصته الأخيرة على رؤوس الثعابين. المصدر – ارفع صوتك

مقالات مشابهة