المشاهد نت

إيران تعرض خطّة للحل مع تزايد الضغط العسكري باتجاه صنعاء

رويترز

المشاهد -متابعات :

منظمات اممية ودولية تدق ناقوس الخطر من نفاد مخزون اليمن من الوقود والغذاء، والامدادات الطبية، في ظل استمرار الحصار الشامل الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية على مطار صنعاء الدولي، والموانيء الخاضعة للحوثيين للاسبوع الثالث على التوالي.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، ان توقف استيراد المواد الاساسية يدفع ما لا يقل عن 7 ملايين شخص، أي ثلث عدد السكان، إلى المجاعة.

واشار الى ان أسعار الوقود والغذاء، آخذة في الارتفاع، معربا عن قلق اممي بالغ لعدم قدرة العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى صنعاء التي تعد منفذا لأكبر عدد من سكان اليمن المحتاجين للمساعدة.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حذرت في الاثناء من التبعات الكارثية لتفاقم أزمة المياه النظيفة جراء الحصار الذي فرضه التحالف على موانيء البحر الاحمر منذ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في اعقاب الهجوم البالستي باتجاه العاصمة السعودية الرياض.

وأعلن الصليب الأحمر، أن مدينتي صنعاء والبيضاء انضمتا إلى قائمة المدن اليمنية التي تفتقر إلى المياه النظيفة، بسبب شحة الوقود.

وحسب المنظمة الدولية فأن قرابة مليونين ونصف المليون يمني لا تصلهم حاليا المياه النظيفة في مدن مزدحمة، “ما يجعلهم عرضة لخطر تفش جديد للأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة”.

وكان الصليب الأحمر قال، يوم الجمعة الماضي، إن ثلاث مدن في اليمن هي صعدة، وتعز، والحديدة، لا تصلها المياه النظيفة بسبب شحة الوقود اللازمة لمحطات الضخ والصرف الصحي.

وشدد العاملون في المجال الإنساني على ضرورة فتح مينائي الحديدة والصليف ومطار صنعاء على الفور لتجنب حدوث كارثة إنسانية في اليمن.

وحتى مع الرفع الجزئي للحصار على اليمن، يقدر برنامج الأغذية العالمي أن 3.2 مليون شخص إضافي، سينظمون الى 7 ملايين يمنى على شفا المجاعة بالفعل.

وتقول منظمة الصحة العالمية “إذا ما ترك الأمر دون علاج، فإن 150 ألف طفل يعانون من سوء التغذية قد يموتون خلال الأشهر المقبلة”.

ويعاني سكان 20 محافظة يمنية من أصل 22 محافظة من انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى “الطوارئ”، وفقا لمقياس مكون من خمس نقاط، تصنف المرحلة الثالثة فيه بأنها أزمة، بينما تصنف الرابعة بحالة طوارئ، اي قبل نقطة واحدة فقط من حالة المجاعة أو الكارثة التي بدا اليمن على حافتها.

وتسببت الحرب المتصاعدة في البلاد منذ ثلاث سنوات بواحدة من “اكبر الازمات الانسانية” في العالم حسب توصيف الامم المتحدة، مع ارتفاع اعداد السكان الذين يعانون من “ضائقة غذائية”، الى نحو 20 مليونا، بينهم حوالى 7 ملايين شخص لا يعلمون من اين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومطلع الاسبوع، قالت الامم المتحدة انها لا تستبعد ان تكون اجزاء من البلاد قد سقطت فعليا في مجاعة، بعد نحو اسبوعين من الحظر الشامل الذي فرضته قوات التحالف بقيادة السعودية على المنافذ اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

واعتبرت الامم المتحدة إعاقة التحالف للإمدادات الحرجة، “تدبير قد يرتقي إلى عقاب جماعي لملايين اليمنيين”.

الى ذلك جددت ايران مبادرتها لحل الازمة اليمنية عبر مفاوضات تشرف عليها الامم المتحدة، وطلبت الجمهورية الاسلامية من المنظمة الدولية دعوة الاطراف المتحاربة على وجه السرعة للتشاور حول حل سلمي من أربع نقاط.

إقرأ أيضاً  استمرار التوتر في جبهات القتال

وتضمنت رسالة  وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش هذا الاسبوع، تمسك إيران بمبادرة سابقة للحل في اليمن، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات تمهيدا لمشاورت سلام بين القوى اليمنية، وتشكيل حكومة وحدة تشمل جميع الأطراف.

على الصعيد الميداني، تواصلت المعارك العنيفة بين حلفاء الحكومة والحوثيين في محيط العاصمة اليمنية صنعاء، وعند الشريط الحدودي مع السعودية ومحافظتي تعز ولحج. وتبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وقصف مدفعي صاروخي على مواقع حدودية سعودية في جازان ونجران وعسير.

وواصلت القوات الحكومية ضغوطا عسكرية كبيرة نحو مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق في محيط مركز مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، حيث تقود هذه القوات للاسبوع الثالث على التوالي حملة عسكرية ضخمة، انطلاقا من محافظتي مأرب والجوف، تزامنا مع هجوم أضخم من الاراضي السعودية باتجاه معاقل الحوثيين في محافظة صعدة شمالي البلاد.

وتكافح القوات الحكومية التي تتمركز منذ عامين ونصف على بعد 45كم عن العاصمة اليمينة، من اجل تحقيق اختراق حاسم باتجاه منطقة “نقيل بن غيلان” التي تبعد حوالى 20 كم من مطار صنعاء الدولي.

في السياق تحدث حلفاء الحكومة عن مقتل 10 مسلحين حوثيين بمعارك بين الطرفين في محافظتي البيضاء وتعز، وسط وجنوبي البلاد.

الى ذلك افاد اعلام الحوثيين والرئيس السابق بمقتل 8 مدنيين على الاقل عندما قصفت مقاتلات التحالف شاحنة على الطريق العام في مديرية الخوخة جنوبي غرب مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر، في أحدث هجوم اكدته ايضا مصادر محلية متطابقة في المنطقة.

كما قتل 3 مدنيين على الاقل بهجوم جوي على سيارة في مديرية “منبه “غربي محافطة صعدة الحدودية مع السعودية.

وهذا هو خامس هجوم من نوعه، ضمن سلسلة هجمات منسوبة لمقاتلات التحالف خلفت 34 قتيلا في صفوف المدنيين منذ نهاية الاسبوع الماضي.

ولم يعلق التحالف بقيادة السعودية على الفور حول هذه الهجمات الاخيرة المنسوبة اليه، لكن فريقا للتحقيق مدعوما منه عادة مايحمل الحوثيين وحلفائهم مسؤولية سقوط مدنيين نتيجة بناء تحصيناتهم العسكرية بالقرب من احياء سكنية، حد قوله.

وأعلن فريق تقييم الحوادث التابع لقوات التحالف الأحد تشكيل لجنة لمتابعة طلبات المتضررين من الغارات “الخاطئة”التي يشنها التحالف منذ مارس/آذار2015، على وقع تصاعد حدة الانتقادات الحقوقية الاممية والدولية لتزايد الخسائر في صفوف المدنيين.

واتهمت الامم المتحدة مرارا التحالف الذي تقوده السعودية بالوقوف وراء مقتل العدد الأكبر من المدنيين الذين سقطوا في اليمن، بمقدار الضعف عما تسببت فيه أطراف الصراع الأخرى.

ومطلع الشهر الماضي، ادرجت المنظمة الدولية قوات التحالف على قائمة سوداء لمنتهكي حقوق الاطفال في اليمن، وحملتها المسؤولية عن مقتل وإصابة 683 طفلا يمنيا واستهداف عشرات المدارس والمستشفيات” خلال عام 2016.

وشملت القائمة السوداء، جماعة الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ومسلحين موالين للحكومة وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وذكر التقرير الاممي أن الحوثيين والمقاتلين المرتبطين بهم أوقعوا 414 طفلا ما بين قتيل وجريح العام الماضي.

ونفى التحالف الذي تقوده السعودية مرارا أي استهداف متعمد للمدنيين في اليمن.

المصدر   -عدنان الصنوي / مونت كارلو الدولية  

 

مقالات مشابهة