المشاهد نت

قصة الشاب جمال والسفر القريب البعيد الى مصنع السمن والصابون بتعز

مصنع السمن والصابون بمدينة تعز

المشاهد – فخر العزب -خاص :

  لم يخطر ببال “جمال” الذي يعمل في مصنع السمن والصابون بتعز أنه وكي يمارس عمله سيغترب عن أسرته باقيا في مقر عمله الذي يبعد عن منزله ما يقارب 4 كيلومتر فقط وذلك بسبب صعوبة التنقل بينهما.

 “جمال” الذي يسكن مع عائلته في منطقة بير باشا غرب مدينة تعز كان يحتاج إلى ما يقرب 10 دقائق كي يصل عمله في مشوار بحافلة الأجرة يكلفه 50 ريالا يمني لكن الامر لم يعد كذلك بسبب الحرب التي يشنها مسلحي الحوثي وصالح على مدينة تعز منذ أكثر من عامين ونصف.

   يضطر “جمال” اليوم كي يصل إلى عمله أن يستقل سيارة نوع صالون ويسافر إلى منطقة الضباب جنوب المدينة ثم يدخل عبر طرق ترابية وعرة إلى مديرية جبل حبشي غربا ليصل إلى منطقة المراتبة ومنها إلى منطقة الأخلود التابعة لمديرية مقبنة ليواصل طريقه عبر منطقة هجدة التي يتجه شرقا إلى مصنع السمن والصابون الواقع في مفرق شرعب غرب مدينة تعز في رحلة سفر تطول أحيانا إلى 12 ساعة وبتكاليف مالية تصل إلى 10 الف ريال.

   يقول “جمال” فى حديثه لــ “المشاهد” إنه لم يتوقع أنه ستأتي عليه الأيام التي يغيب فيها عن أطفاله وزوجته لأسابيع بسبب ارتباطه بعمله الذي يبعد عن منزله بضعة كيلو مترات، لكنه اليوم وبسبب قطع الطرقات من قبل الحوثيين يضطر للسفر إلى مقر عمله والمبيت قريبا من المصنع، وبسبب طول المسافة عبر الطرق الفرعية بين المصنع والبيت فهو الآن يعود لزيارة أطفاله وزوجته مرة أو مرتين في الشهر فقط”.

وعلى الرغم من أن السفر إلى المصنع يمتد لساعات عبر طرق وعرة وشاقة إلا أن السفر لا يخلو من المنغصات الأخرى حيث يتعرض المسافرون لبعض المضايقات من النقاط التابعة للحوثيين والتي تقوم بعض الأحيان باختطاف بعض الركاب لمجرد الاشتباه بهم، كما ان المحظوظين هم من يسافرون بصحبة نساء نتيجة العادات والتقاليد التي تمنع مضايقة السيارات التي تحتوي على نساء ضمن الراكبين.

إقرأ أيضاً  جمود القطاع السياحي بتعز في زمن الحرب

ويكتوي المدنيون في تعز بالأثار السلبية للحرب التي يشنها الانقلابيين على المدينة منذ أكثر من عامين ونصف في ظل فرض حصار مطبق على المدينة مصحوبا بقطع الطرقات الرئيسية خاصة في مداخل ومخارج المدينة والتي تعد خطوط تماس بين قوات الانقلابيين من جهة وقوات الجيش الوطني من جهة أخرى.

  يتحدث الناشط الشبابي عبدالسلام العبدلي لــ “المشاهد” إن الحرب في تعز أفرزت الكثير من القضايا الانسانية الناتجة عن حالة الحصار على المدينة، وهي قضايا تجعل المدنيين في تعز يعيشون كوارث إنسانية لا مثيل لها في المدينة المنكوبة وهذه القضايا تعد أخطر نتائج الحرب لأنها تلامس المواطنين المدنيين الذين لا علاقة لهم بالحرب وهم أول ضحاياها”.

 ويضيف “العبدلي” إن من واجب وسائل الاعلام والناشطين في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ابراز القضايا الانسانية وجعلها في مقدمة اهتمامهم بدلا عن الانهماك بالشأن السياسي الذي يلعب فيه لاعبون دوليون قادرون على فرض خياراتهم بوسائلهم وهي خيارات سيقبل بها الجميع في نهاية المطاف، لكن الجانب الإنساني في الحرب هو الجانب الذي يجب وضعه تحت المجهر لأنه يتعلق بالانسان وهو أهم ما في الحياة”.

وتعيش مدينة تعز حالة من الحصار المطبق عليها من قبل الحوثيين من جميع الجهات باستثناء الشريان الوحيد الذي يربطها بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث يقوم مسلحي الحوثي وصالح بفرض الحصار على مداخل المدينة ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية وتمنع دخول وخروج المواطنين الذين استحدثوا طرقا فرعية للتواصل بين المناطق التي كانت قريبة وباتت بعيدة بفعل الحصار.

مقالات مشابهة