المشاهد نت

اليمن .. الأمم المتحدة تستأنف جهود السلام واستمرار المعارك عند الشريط الحدودي مع السعودية

المشاهد- متابعات:
تستأنف الامم المتحدة مساع حثيثة لحلحلة جمود العملية السياسية في اليمن، وسط تصعيد قتالي غير مسبوق على طول الشريط الحدودي مع السعودية، وتحشيد عسكري هو الاضخم باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء ومعاقل الحوثيين شمالي البلاد.
وخلال الايام الاخيرة، شهدت اروقة الامم المتحدة على هامش أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اتصالات دبلوماسية مكثفة لبحث فرص التقارب بين الاطراف المتحاربة في اليمن.
وفي السياق عقد مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، امس الثلاثاء، مشاورات مع وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح، حول مقترح اممي لتسوية سياسية للأزمة اليمنية، وتشجيع اطراف الصراع على جولة جديدة من المفاوضات.
واستضافت الكويت الجولة الأخيرة من المشاورات اليمنية، التي انتهت مطلع أغسطس العام الماضي، دون إحراز اي تقدم حول خطة اممية لانهاء الصراع الدامي الذي يمزق البلد العربي منذ نحو ثلاث سنوات.
ومنذ اندلاع الفصل الجديد من النزاع عقب تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في 26 مارس/ اذار 2015، فشلت اربع جولات من مفاوضات السلام اليمنية، في التوصل الى اتفاق ينهي الحرب التي خلفت نحو 10 آلاف قتيل، اضافة الى 3 ملايين نازح اجبروا على الفرار من ديارهم بعيدا عن مناطق المواجهات، حسب اخر التقديرات الاممية.
كما تعثر مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، خلال جولات مشاورات لاحقة مع اطراف الصراع اليمني، في انتزاع موافقة الحوثيين على مقترح لتحييد ميناء الحديدة ضمن إجراءات اممية لبناء الثقة بين الأطراف المتناحرة، تمهيدا لوقف اطلاق النار والعودة إلى طاولة المحادثات.
ورفض تحالف الحوثيين والرئيس السابق، رفضا قاطعا المقترح الاممي بتسليم ميناء الحديدة إلى طرف محايد يتولى إدارته تحت إشراف اممي.
واكد الوسيط الدولي مرارا، ان مبادرته حول ميناء الحديدة، هي جزء من خارطة عمل متماسكة تهدف إلى إنهاء الحرب التي تمزق البلاد منذ سنوات.
ويشمل المقترح الاممي ركائز أمنية واقتصادية وانسانية تسمح باستغلال مرفأ الحديدة لادخال المساعدات الانسانية والتجارية على أن تستخدم الايرادات الجمركية والضريبية في تمويل الرواتب وتحسين الخدمات.
الى ذلك جددت واشنطن دعمها لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وجهود احلال السلام في اليمن. وقالت وكالة الانباء اليمنية الحكومية، ان مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكى هايلى، اكدت خلال اجتماع بالرئيس اليمني، الثلاثاء حرص بلادها على الشراكة في ” مكافحة الإرهاب، وأنهاء التدخل الإيراني ودعم الرئيس والحكومة الشرعية”.
على الصعيد الميداني، استمر التصعيد العسكري الكبير للعمليات القتالية بين حلفاء الحكومة والحوثيين، خلال الساعات الاخيرة عند الشريط الحدودي مع السعودية وجبهات القتال الداخلية في تعز، والجوف، ومأرب، وشبوة.
وافادت مصادر اعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب بمقتل 10 جنود سعوديين على الاقل خلال معارك الساعات الاخيرة مع الحوثيين وقوات الرئيس السابق عند الحدود الجنوبية مع اليمن، ليرتفع بذلك عدد القتلى في صفوف القوات السعودية الى 13جنديا خلال اقل من اسبوع.
وتركزت اعنف المعارك بين الطرفين في محيط مدينة “الربوعة “بمنطقة عسير وقرية “الحثيرة” في جازان ومنفذ “الخضراء” الحدودي البري في نجران الحدودية مع محافظة صعدة اليمنية.
وافادت صحيفة “الوطن” السعودية بمقتل 15 مسلحا من الحوثيين وقوات الرئيس السابق بهجوم قبالة منطقتي نجران، وعسير جنوبي السعودية.
وذكرت الصحيفة، ان القوات السعودية بمشاركة راجمات الصواريخ والمقاتلات الحربية وطائرات الأباتشي والمدفعية الثقيلة تمكنت من صد الهجوم الواسع على عدة محاور في امتداد الشريط الحدودي قبالة قطاع الشرفة بنجران وقبالة الربوعة في عسير.
وفي المقابل تحدث اعلام الحوثيين والرئيس السابق عن سقوط عديد القتلى والجرحى في صفوف القوات السعودية وحلفائها بعمليات عسكرية متعددة في جبهات ما وراء الحدود.
وذكرت المصادر ان مروحيات الاباتشي استهدفت امس الثلاثاء باكثر من 100 صاروخ، قرية “الحثيرة” في جازان، الذي يقول المقاتلون الحوثيون انهم يسيطرون عليها منذ شهور.
وكانت قوات التحالف اعلنت الاثنين تنفيذ عمليات حربية واسعة ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، لتأمين حدود المملكة العربية السعودية.
وقال الناطق باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي، ان قوات التحالف المشتركة، نفذت عمليات عسكرية “لتدمير قدرات الحوثيين وحلفائهم، وتأمين حدود المملكة الجنوبية في منطقة وادي بن عبدالله شمالي غرب مدينة حرض المتاخمة لمركز الموسم التابع لمنطقة جازان السعودية”. وتحدثت القوات الحكومية عن تحقيق تقدم مهم شمالي غرب مدينة حرض بهجوم مباغت اسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.
وقالت مصادر عسكرية، ان القوات الحكومية استعادت اجزاء واسعة من وادي بن عبدالله شمالي غرب مدينة حرض قرب الحدود مع السعودية.
وشنت مقاتلات التحالف خلال الايام الاخيرة اكثر من 200 غارة جوية عند الشريط الحدودي مع السعودية، في تصعيد غير مسبوق للعمليات الجوية، على وقع معارك برية عنيفة .
وقتلت طفلة واصيبت امرأتان بغارة جوية يقول الحوثيون انها استهدفت منزلا في مديرية كشر شمالي محافظة حجة، في هجوم دام هو الثاني من نوعه خلال اقل من 24 ساعة.
وكان الحوثيون اعلنوا امس عن مقتل مدني واصابة 5 اخرين بغارات جوية على محطة وقود في ذات المديرية.
كما قتل مدني واصيب آخر بغارات يقول الحوثيون انها استهدفت نزل في مديرية الحشوة جنوبي شرق محافظة صعدة على الحدود مع محافظة الجوف المجاورة.
الى ذلك اعلن حلفاء الحكومة تحقيق مكاسب عسكرية جديدة في محور البقع شمالي شرق محافظة صعدة.
وافادت المصادر بمقتل 7 مسلحين حوثيين واسر ثلاثة اخرين خلال معارك الايام في الجبهة الحدودية مع منطقة نجران السعودية.
كما درات معارك متفرقة بين حلفاء الحكومة والحوثيين شرقي محافظة تعز جنوبي غرب البلاد، وفي محافظة الجوف شمالي شرق البلاد.
واعلن حلفاء الحكومة مقتل 6 مسلحين حوثيين، واصابة 8 آخرين بمعارك عنيفة بين الطرفين في مديرية بيحان شمالي غرب محافظة شبوة.
وفي سياق الحرب على الارهاب، اعلنت قوات يمنية مدعومة من التحالف بقيادة السعودية استعادة مديرية مودية وسط محافظة ابين الجنوبية من عناصر تنظيم القاعدة.
واكدت الداخلية اليمنية في بلاغ، ان قوات مشتركة دخلت المديرية امس الثلاثاء دون مقاومة من عناصر التنظيم الجهادي ضمن حملة عسكرية جديدة مدعومة ايضا من الولايات المتحدة الاميركية، لتأمين محافظتي ابين وشبوة من الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
المصدر : مونت كارلو – صنعاء- عدنان الصنوي :

مقالات مشابهة