المشاهد نت

عبود الدبعي قصة طفل يكابد الحياة من أجل والده

الطفل عبود الدبعي اثناء العمل فى محل لاطارات السيارات

المشاهد -محمد أمين الشرعبي-خاص :

لم يتجاوز ال12 سنة طفل تحمل مكابدة الحياة مبكرا تختزل عيونه الكثيرمن الاسئلة القلقة انه عبود مجيب سعيد الدبعى ، ركلت طفولته سنين الحرب العجاف في مدينة تعز  الى العمل في احد محلات البنشر .

ففي شارع الحصب وتحديدا في مكتب النقل يستيقظ عبود مبكرا في الساعة الثامنة صباحا ، كي يذهب الى محل خاص بتصليح اطارات السيارات القريب من منزله في مدخل حارة مكتب النقل بتعز مديرية المظفر  ليبدا دوام عمله من الساعة الثامنة حتى حلول المساء في الساعة السادسة .

حين اخبرني عنه احد الاقارب ووصف لى مكان مايعمل انطلقت الى هناك لم يكن هناك في محل البنشر الا هو منهمك في اصلاح اطار احد السيارات لا يكاد يري اذا رفع اطار السيارة امامه نظر لى باستغراب ووصل عمله ، في تلك اللحظات  جاء احد الزبائن وطلب منه يفك احدي اطارات سيارته لكي يصلحه اتفق معه على السعر وانطلق صوب السيارة فك الاطار التالف للسيارة وعاد يحمله الى المحل  ،طفل صغير ظل بصعوبة يريد ان يضعه على الماكينة الخاصة لم يفلح لكن ذلك يحتاج الى شاب قوي لا طفل بالكاد يستطيع ان يحمل حقيبة مدرسية ، اثار استعطاف الزبون الذي ظل الذى ظل واقف وهو يخاطبه” يا ابنى ليش   تركك والدك هنا في المحل واحد ”

رد عليه عبود صاحب المحل ليس والدي انا شغال عنده .

طفل نحيل كان يفترض ان يكون في المدرسة يتعلم لكن الوضع الذى خلقته الحرب على مدينة تعز غير ذلك .

يقول عبود وهو يتحدث لــ” المشاهد “ ان السبب الذى جعله يعمل ان انه اكبر اخوانه الثالثة والده مريض لا يقوي على الحركة في البيت منذ سنة واكثر هو يعانى من اثار جلطة قلبية وليس لوالده دخل غير راتبه من وظيفته في التربية والتعليم .

إقرأ أيضاً  مبادرة مجتمعية تنجز صيانة طريق بطول 32 كيلو مترا

ويضيف عبود حين توقف صرف الرواتب اصبح  وضع ابي المادي صعب وليس لديه يغطي به تكاليف معيشتنا .

ويتابع صاحب البنشر جارنا طرح عليه والدي فكرة العمل معه فوافق كي اغطي على الاقل مصاريف اسرتى اليومية

ويؤكد عبود ان العمل شاق ومتعب لكن حسب قوله “لازم اتعب علشان والدي المريض  فمن اين سوف نأكل ولافيه لارواتب والدنيا حرب ”

لغة طفولية ليس اقل حُدة من السكين كانت على قلبي من الطفل عبود الذي تلخص ملامح وجه هم ستيني عصفت به الهموم ونوازل الزمن .

يقول عبود وهو يجيب على سؤالي هل سوف تعود الى المدرسة اذا استلم والدك راتبه ” ايوه كيف لن اعود الى المدرسة  نشتى الحرب تتوقف وابي يتعافى من المرض ونعود كما كنا ”

قصة هى ايجاز مختصر للوضع الانسانى والمعيشي في مدينة مازالت الحرب تطحنها وكل يوم تزداد الاوضاع فيه سوء في كل النواحي

ارتفاع في الاسعار وتوقف رواتب الموظفين وقذائف كل يوم تحصد ارواح ابرياء وسلطة غائبة وفوضي امنية تصطاد ارواح اخرين هنا اوهناك في انحاء المدينة .

عبود الدبعي ليس الا طفل  واحد من الالآف من الاطفال الذين حولت الحرب واقعهم الى حجيم ومعاناة وفاقة وتدهور نفسي فضيع لاطفال كثر في مدينة تعز جراء الصدمات النفسية من آثار الحرب.

 

 

مقالات مشابهة