المشاهد نت

الشارع اليمني لا يعول على “صالح” في الخروج الآمن من الازمة.

المشاهد-خاص -صنعاء:

لم تكن الصورة التي بدأ عليها الرئيس السابق علي عبدالله صالح في قناة “اليمن اليوم” التي يملكها، وهو يتحدث عن شراكته مع جماعة أنصار الله، الوحيدة في خلق صورة سلبية لدى أنصاره، الذين تبطش بهم جماعة  الحوثي، ومن شاركه مهرجانه ذاك، سبق هذه الصورة خطاب بائس لـ”صالح” على حد وصف هاشم المفلحي أحد شباب حزب المؤتمر الشعبي العام الذي بدا فيه مهادنا أمام الحشد الجماهيري بالسبعين وسط العاصمة صنعاء في 26أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي أدى إلى انتكاسة لدى أنصاره كما يقول المفلحي لـ”المشاهد”، مشيرا إلى أن حالة الاستياء عمت غالبية أنصار حزب المؤتمر، والمواطنون الذين تعرضوا لبطش وجبروت الحوثيين، ولاسيما الموظفون الذين حرموا من رواتبهم ووجدوا في “صالح” طوق نجاة بعد خطابه عن الرواتب قبل ان يحتشدوا الناس على مهرجان السبعين.

خيبة الأمل لازمت المواطن محمد السلال الذي كان يرى في خطاب صالح قبل حشد السبعين تغير في واقع الحال، ونافذة ضوء للخروج من مأزق الحوثي الذي بات قوة عسكرية كبيرة في العاصمة صنعاء على الأقل حسبما يقول لـ”المشاهد”، مضيفا أنه كان ينتظر رسم واقع جديد، اما أن يكون فيه “صالح” ومن وراءه أنصار حزبه هو المهيمن على المشهد العام بعد مهرجان السبعين، أو تراجعهم إلى الأبد، وما حدث هو تراجع في الخطاب، أعقبه ضعف، ونفوذ أقوى للحوثيين في صنعاء وبقية المناطق التي يسيطرون عليها.

يوافقه الراي نديم السريحي، مؤكدا لـ”المشاهد” أن الحوثيين أكثر قوة الآن، وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه السريحى أكثر ضعفا بعد مهرجان السبعين، وزاد هذا الضعف بعد ظهور “صالح” الأخير على قناة “اليمن اليوم” كما يقول.

لم يكن الخروج مع الرئيس السابق “صالح ” إلى مهرجان السبعين حبا فيه، بل تعبير لحالات الرفض والغضب من الممارسات الحوثية بحق اليمنيين عامة، غير أن “صالح” بدد هذا الأمل لدى المواطنين الذين خرجوا للتظاهر، وعادوا أدراجهم خائبين وفق ما يقول المواطن سامي الجائفي لـ”المشاهد” والذي خرج متحمسا آملا في تغير الوضع وليس حبا فيمن أوصل البلاد إلى هذه الهاوية السحيقة، واغرق الجميع فيها حسب قوله.

إقرأ أيضاً  خطورة المخدرات في «لقمة حلال»

“صالح” ليس مخرج طوارئ جيد.

لم يعد يعول المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين على “صالح” بعد مشاهدته لتلك المسرحيات الهزلية التي يخرجها عند وقوعه في مأزق من أي نوع كان، وإن كان هذه المرة على شاكلة مأزق ما قبل ثورة الشباب في 11فبراير/شباط 2011 حسبما يقول عبد العليم حزام مدرس، مضيفا لـ”المشاهد” لا يمكن أن يكون “صالح” مخرج طوارئ جيد للناس، ولكن يأسهم وخذلان الشرعية لهم جعلت منه بطلا في نظر الكثيرين، وهو ليس كذلك.

وعلى الرغم من كل ما فعله “صالح” باليمن واليمنيين، إلا أن الكثيرين كانوا يأملون به خيرا في تخليصهم من جبروت وظلم الحوثيين لهم، غير أن لقائه الأخير الذي أداره سكرتيره الصحفي كشف هشاشة هذا الرجل، وبؤسه في الآن ذاته، الأمر الذي جعل الجميع بما فيهم أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتراسه “صالح” يفقدون امل الخلاص من هيمنة الحوثيين على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، بعد تعزيز قبضتهم على العاصمة صنعاء بعيد عن “صالح” وقواته التي شاركت في حرب الحوثي ضد الجيش الوطني المدعوم من قوات التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية.

حاول “صالح” استثمار الحضور كعادته، لكنه فشل هذه المرة بعد تعرضه لضغوط الحوثيين الذين وصفهم بالمليشيا لأول مرة منذ انقلابهم جميعا على الرئيس اليمني الشرعي، ثم وصفهم بالشركاء بعد أيام من مهرجان السبعين، في حين يتعرض “صالح”، وحزبه لهجوم متواصل من قيادات حوثية في صفحاتهم على الفيس بوك، كالقيادي محمد على الحوثي، والقيادي محمد البخيتي الذي قال إن “صالح في متناول اليد”، في إشارة إلى أن التخلص منه مسألة وقت ليس إلا.

 

مقالات مشابهة