المشاهد نت

حجة :التلاعب بمساعدات برنامج الغذاء العالمي لصالح نافذين

صورة ارشيفية لمساعدات اغاثية مقدمة لليمن
المشاهد-خاص :
يحتشد المئات من نازحي حرض وميدي أمام مراكز توزيع المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي بمديرية عبس, بمحافظة حجة, شمال اليمن, في طوابير طويلة للحصول على سلة غذائية ناقصة باتت حلماً لآلاف الأسر في اليمن.
ساعات الانتظار الطويلة تحت حرارة الشمس, ليست الهم الوحيد للنازح، فحاجته تجبره على الإنتظار لأيام حتى يحصل على مايمكنّه وأسرته من العيش، فالمصيبة الكبرى أن يعود بعد طول انتظار ومعاناه إلى منزله خالي الوفاض.
ويتهم مواطنون وناشطون حقوقيون وإعلاميون، القائمين على صرف المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي بالتلاعب بالكميات الموزعة، ونهب كميات كبيرة منها لمصلحة نافذين فيما يشكوا الكثير من النازحين من عدم وصول أي اغاثة اليهم رغم حاجتهم الماسة اليها.
 وكشف الصحفي عيسى الراجحي، عن وجود اختلالات كبيرة في عملية صرف المعونات المقدمة للنازحين من حرض وميدي وعبس بمحافظة حجة بسبب عدم وجود شفافية ومصداقية من قبل القائمين على صرف المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي.
وأوضح في تصريح خاص لـ”المشاهد” بأن هناك تلاعب في عملية توزيع المساعدات المخصصة للنازحين من المديريات الحدودية بمحافظة حجة ابتداءً من التسجيل إلى التوزيع، مشيرا الى وجود تواطئ وتسهيل من قبل أعضاء في المجالس المحلية والمعرفين والقائمين على عملية توزيع المساعدات بتركهم المجال مفتوحاً للسرقة والتلاعب بحقوق النازحين ورفضهم بأن تكون عملية الصرف بموجب كرت يعطى للنازح لاستلام حصته حال وصولها للمخازن.
وأشار الى أنهم يعتمدون طريقة معقدة لعملية الصرف يتوجب بموجبها أن يأتي النازح لمركز الصرف ويتم التعريف به ثم اعطائه بعد ذلك ورقة للإستلام من المخازن وهذا يستهلك عمالة فائضة تقوم بها المنظمات ويترتب عليها دفع مستحقات ورواتب وإيجار مقرات ومخازن وكهرباء كان الأولى بها هذا النازح المسكين والذي قد لايجد حصته في اغلب الاحيان
وقال  الراجحي, بأن من يتأخر عن إستلام حصته من المواد الإغاثية يوماً واحداً يتم ابلاغه في اليوم التالي من قبل القائمين على الصرف أن حصته تم استلامها من قبل شخص آخر دون كشف هوية المستلم وكيف تم تسليمها اليه بغير وجه حق.
وأكد بأن هذه الإختلالات تهدد مصداقية حملات الإغاثة، داعياً السلطة المحلية والوحدة التنفيذية والمسؤلين عن البرنامج الى إيجاد آلية تضمن وصول المساعدات لمستحقيها وتفادي أي فوضى أو تجاوزات تصاحب عملية التسليم.
شكاوى المواطنين على سوء إدارة توزيع المساعدات وماسبقها من عملية تسجيل لاتعد ولاتحصى، فالفساد في توزيع هذه المعونات والتلاعب بها أصبح حديث الجميع، ويقول المواطن يحيى عجار (نازح من مدينة حرض الحدودية) لـ”المشاهد”: “كنت استلم المعونة المخصصة لي مركز الصرف بمنطقة الربوع مطوله وهذا الشهر قسمونا حيث يستلم البعض من مركز الربوع بمديرية عبس والبعض الآخر من بني لخمج بمديرية حيران.
ويضيف: ذهبت “لبني الخمج” (قرية تابعة لمديرية حيران جنوبي حرض) وانتظرت في طابور طويل من الصباح الى الظهر حتى وصلت نافذه الاستلام وأعطيت الموظف بطاقتي ولكن للأسف قال لي اسمك غير موجود فعدت الى الربوع وانتظرت مجدداً في طابور دام ساعات وعندما حان دوري تفاجأت برد الموظف بأن اسمي غير موجود!
ويتابع بأسى: “لدي ثلاث أسر في بيت واحد وأستلم حالة واحدة للثلاث الأسر فقط منذ أكثر من عام ونصف وهذا الشهر اسمي ضاع وأنا أدور في حلقة مفرغة من مسؤول لآخر دون أي فائدة والى الله المشتكى”.
علي محمد، نازح من مديرية حرض الحدودية يقول لـ”المشاهد”: سجلت إسمي منذ أكثر من عام ولدي أسرة تتكون من 7 أفراد ولانملك قوت يومنا وبرغم معاودتي المستمرة لمراكز الصرف المختلفة إلا أن اسمي لم ينزل في قوائم المستفيدين.
وأبدى علي امتعاضاً شديداً إزاء ما أسماه التمييز في توزيع المساعدات المقدمة للنازحين من برنامج الغذاء العالمي وتوزيعها بحسب العلاقة والمحسوبية فأين الجهات المسؤولة عن رعايتنا؟!.
وتحدث أبو خليل “نازح من مديرية ميدي الحدودية” لـ “المشاهد”: أنتظر ساعات طويلة من الصباح الى المساء من أجل استلام معونات بسيطة من برنامج الغذاء العالمي وقد لا يحالفني الحظ باستلامها.
ويضيف: في الشهر الماضي لم أتمكن من الحضور لإستلام حصتي في الموعد لأسباب قاهرة وفي اليوم التالي ذهبت مبكراً الى مقر الصرف وعند وصولي الى شباك الصرف قال لي الموظف أنه قد تم استلام حصتي وعدت أجر أذيال الخيبة.
ويؤكد مسؤولون في الوحدة التنفيذية لإدارة شؤون النازحين بمحافظة حجة, أن عملية صرف معونات النازحين المقدمة من برنامج الغذاء العالمي تتم عبر مطابقة البطائق الشخصية للمستفيدين أو عبر تعاريف من مندوب السلطة المحلية في كل مديرية.
ويرى ناشطون حقوقيون أن التعاريف تسببت في حدوث مغالطات أدت إلى نهب مخصصات النازحين مطالبين الجهات المسؤولة عن الصرف بايقافها حتى لايتمكن بعض النافذين من سرقة مساعدات النازحين.
يقول الناشط الحقوقي محمد العبدلي لـ”المشاهد” بأن هناك شبهات فساد كبيرة في آلية توزيع المساعدات، إذ يتم توزيعها لغير مستحقيها عن طريق الوساطة والمحسوبية، بينما هناك مئات الأسر المحتاجة سقطت أسمائها أو تم إستبدالها أو لم تسجل في الأصل.
واستهجن قيام نافذين باتخاذ أساليب ملتوية لنهب إغاثة النازحين الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية منذ أكثر من عامين ومنها التعاريف, مشيراً الى أنه تم تسجيل مئات الحالات الوهمية وإستبدال أسماء المئات من المستفيدين ونهب حقوقهم.
وأكد بأن المساعدات المقدمة للنازحين تباع على الأرصفة، وفي المحلات التجارية وبشكل مكشوف، عن طريق وسطاء فاسدين جنوا أموالاً كثيرة من وراء نهب مساعدات مئات الأسر المحتاجة العاجزة عن توفير قوت يومها.
ودعا العبدلي إلى العدالة والشفافية في توزيع المساعدات الإغاثية معتبراً أن تحقيق ذلك يعني الوصول إلى أكبر قدر ممكن من النازحين والمجتمع المضيف.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت قبل نحو أسبوعين، إن 17 مليون شخص باتوا بحاجة ماسة للغذاء؛ جراء تدهور الأوضاع المعيشية التي يعيشها اليمن بسبب الحرب المستمرّة منذ عامين ونصف.
وتعيش محافظة حجة أكبر موجة نزوح على اليمن حيث بلغ عدد النازحين فيها وفقاً لإحصائيات رسمية 485 ألف و388 نسمة أي ما يعادل 80 ألف و898 أسرة, أغلبهم من المديريات الحدودية بالمحافظة.
وبلغت مستويات الفقر بمحافظة حجة مستويات مخيفة بتجاوزها نسبة الـ 80 بالمائة من عدد سكان المحافظة البالغ عددهم مليونين و 104 ألاف نسمة منذ بداية الحرب
مقالات مشابهة