المشاهد نت

٩٣٪ من ايرادات تعز الضريبية تذهب الي حسابات خاصة “تفاصيل “

صورة مسائية عامة لجزء من مدينة تعز

 المشاهدهشام المحياخاص:

كشف مدير عام مكتب المالية بمحافظة تعز الدكتور محمد السامعي اليوم الاثنين عن الجهات التي تنهب إيرادات محافظة تعز وتعرقل مهمة مكتب المالية بالمحافظة من أداء مهامه في تحصيل وتوريد الإيرادات التي تقع ضمن المناطق التي تسيطر عليها الشرعية  وذلك منذ قرابة عامين ونصف

وقال السامعي في تصريح خاص لـــ ” لمشاهد ” أن مكتب المالية بمحافظة تعز لم يتمكن إلى الآن من أداء عمله المتمثل في الإشراف على تحصيل وتوريد الموارد ، مؤكدا في الوقت ذاته أن الموارد التي تقع ضمن سيطرة الشرعية لا تورد إلى حسابات الحكومة الرسمية ..

موضحا  أن النسبة التي يشرف عليها مكتب المالية بالمحافظة لا تكاد تتجاوز 7% بينما تذهب باقي النسبة وهي  93% من الإيرادات إلى الجيوب الخاصة وبعض الجهات المتنفذة ..

يذكر أن نسبة الايرادات التي تسيطر عليها الشرعية بتعز تقدر بحوالي ٤٠٪ فقط فيما باقي النسبة ما تزال تحت سيطرة الحوثيين وأغلبها في الحوبان حيث تتواجد المنشآت الصناعية وبعض الجهات الايرادية

عصابات النهب

وفي معرض حديثه عن واقع إيرادات محافظة تعز كشف مدير مكتب ماليتها الدكتور محمد السامعي أسماء الجهات والأشخاص الذين يقومون بنهب إيرادات المحافظة من جهة وعرقلة مكتب المالية من أداء عمله من جهة أخرى حيث قال ” تذهب أغلب إيرادات محافظة تعز إلى خارج أوعيتها القانونية حيث تسيطر عليها عصابات أوأشخاص محسوبين على الحكومة الشرعية حيث  تتوزع الإيرادات من حيث السيطرة عليها وتحصيلها على ثلاثة أقسام الأول منها تسيطر عليه بعض الجماعات المسلحة والقسم الثاني يسيطر عليه بعض  المتنفذين وبعض المكاتب وبعض مدراء المديريات وبعض وكلاء المحافظة حيث يقومون بتحصيلها ثم وضعها في حسابات خارج حسابات الدولة أو إنفاقها بشكل غير قانوني ودون إشراف الجهات الإشرافية بالمحافظة كالمالية وغيرها من الجهات الرقابية الأخرى ، فيما تسيطر الجهة الرسمية بالمحافظة وهي مكتب المالية على القسم الثالث وهو القلة القليلة من تلك الإيرادات والمتمثلة بإيرادات جزء بسيط من مكتب الضرائب وقد تم  فتح لها حساب بموجب موافقة وزير المالية الموجه لمحافظ البنك المركزي ”

نفوذ سلطوي

وأوضح الدكتور  السامعي أن بعض المسئولين في المحافظة كان لهم يد في نهب إيرادات تعز موضحا بالقول ” أن  مكتب الضرائب لم يسلم من النهب والسطو حيث يوجد هناك مدير عام للمكتب معين من قبل مصلحة الضرائب ومحافظ المحافظة ، كما يوجد أيضا مدير أخر معين من قبل وكيل المحافظة عارف جامل ” مؤكدا أن هذا الأخير هو  الذي يسيطر على أغلب موارد مكتب الضرائب بحكم قوته ونفوذه وقدرته في السيطرة على أماكن كثيرة  فيما المدير المعين رسميا لا يسيطر سوى على نسبة بسيطة ويقوم بتوريدها  إلى الحساب الرسمي المفتوح من قبل وزارة المالية ومحافظ البنك

لوبيات الفساد

وتؤكد بعض المصادر الرسمية بمحافظة تعز أن المحافظة كانت وما تزال تغرق في مستنقعات الفساد حيث تؤكد الارقام الرسمية أن إيرادات المحافظة سابقا قبل الحرب كانت تترواح ما بين 60 و70 مليار ريال سنويا وبحسب ما أكده السامعي فإن هناك إيرادات ضخمة تصل إلى 70 مليار ريال سنويا لم تكن تورد إلى المحافظة ولم تكن السلطة المحلية بتعز ولا أبناء المحافظة يعلمون  عنها شيئا ومنها إيرادات كبار المكلفين حيث كانت تورد إلى صنعاء مباشرة .. مؤكدا في الوقت ذاته أن أغلب مبالغ الإيرادات غير المذكورة آنفا كانت تحصل إلى الجيوب الخاصة وكانت تنهب بطريقة منظمة معتبرا أن المبالغ التي كانت تورد إلى البنك المركزي تعتبر ضئيلة ورمزية مقارنة بحجم الإيرادات الحقيقي معتبرا في الوقت نفسه أن لوبيات الفساد ما تزال تسيطر على موارد المحافظة

تخاذل رسمي

إقرأ أيضاً  استعادة زراعة وتصدير البصل في المخا

ورغم النهب والسطو اللامعقول والكارثي لإيرادات تعز من قبل الجماعات المسلحة والمتنفذين وبعض رجال الدولة بالمحافظة إلا أن الحكومة الشرعية لا تبدو للأمر أي أهمية حيث لم تقم بأي إجراءات من شأنها أن تسيطر على المشكلة وكتأكيد لهذه الحقيقة المفزعة يؤكد مدير المالية بالمحافظة أنهم قاموا بطرح الوضع الكارثي لإيرادات تعز مرارا وتكرارا على الشرعية بمختلف المستويات من أدناها إلى أعلاها حيث قال : ” طرحنا المشكلة مرارا وتكرارا على أعلى المستويات فقمنا بالمخاطبة المتكررة لكل من محافظ المحافظة والجهات الرقابية داخل المحافظة ورئيس  النيابة وقائد المحور ومدير الأمن ووزير المالية ومصلحة الضرائب ورئاسة الوزراء والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، وكان الرد أولا من العاصمة المؤقتة عدن بقولهم أن هذه مشكلة السلطة المحلية بمحافظة تعز ويفترض أن يتم حلها هناك ، وأن تضبط أمورها في المحافظة ، ومن جهة أخرى كنا قد أوجدنا مقرا للبنك المركزي في تعز قبل أربعة أشهر مجهزأ بكل ما يحتاجه ويتطلب عمله والبنك المركزي بعدن على علم بذلك لكنهم لم يقوموا بأي إجراءات ، حيث لم يصدر محافظ البنك المركزي قرارا إلى الآن بتعيين محافظة لفرع البنك بتعز ” وعن موقف السلطة المحلية بتعز يوضح قائلا ”   أما بالنسبة للجهات المختصة في المحافظة  فإدارة الأمن تقول أنها لا تمتلك الإمكانيات التي تمكنها من ضبط هؤلاء المتنفذين أما قائد المحور فهو مهتم بالموضوع لكنهم مشغولون بالجبهات ” موضحا في الوقت ذاته أن أخر اجتماع للجنة

الأمنية في الاسبوع الماضي  كان لوضع معالجات وحلول لمشكلة نهب الإيرادات وقال أن مكتب المالية أوضح لهم كل المعوقات والمشاكل التي تقف أمام تحصيل إيرادات تعز وتوريدها إلى حسابات الحكومة وقاموا حينها بوضع الحلول إلا أنه مع الأسف لم يتم شيء إلى الآن حد تعبيره

مواعيد عرقوب

وعن مدى إمكانية إنهاء تسلط المتنفذين على الايرادات في المحافظة في الوقت الحالي يقول السامعي ” ننتظر عودة المحافظ من الخارج لفرض الحلول التي هي في الواقع واضحة وقد طرحناها للكثير من المسئولين في المحافظة وتتمثل بأن تقوم السلطة المحلية بتوجيه الأجهزة الأمنية والقضاء بضبط المسئولين المحسوبين على الشرعية وذلك لرفع أيديهم عن إيرادات المحافظة وكذلك ضبط الجماعات المسلحة والمتنفذين ومنعهم من السطو على الإيرادات ومحاسبتهم ، بحيث يتركوا الفرصة للجهات ذات الاختصاص في تحصيل الموارد تحت إشراف مكتب المالية بالمحافظة والمكاتب في المديريات ومندوبي المالية فيها ليتم بعد ذلك إنفاق تلك الإيرادات وفقا لأوعيتها وجدولتها وفقا للقانون

محافظة بلا رواتب

ويؤكد مدير مالية أن عدم توريد الايرادات بالمحافظة للحسابات الرسمية ألقى بضلاله على الوضع المعيشي لمئات الآلاف من الاسر التي تعتمد في قوتها على الرواتب المنقطعة منذ أكثر من عام وقال المدير السامعي ” أن ما لمسناه من خلال لقاءاتنا مع المسئولين في الحكومة ومنهم وزير المالية ووزير التربية والتعليم ورئيسي مصلحتي الضرائب والجمارك ورئيس وحدة كبار المكلفين ومسئولين في البنك المركزي أن رواتب محافظة تعز مدنيين وعسكريين ومتقاعدين مرتبط بموضوع إيرادات المحافظة حيث كانوا جميعا يسألون عن إيرادات تعز ”

 

دعوة مفتوحة

ويوجه الدكتور السامعي رسالة مناشدة الى الرئيس عبده ربه منصور هادي ورئيس الوزراء أحمد بن دغر ووزير المالية ونائب وزير المالية ورئيس مصلحتي الجمارك والضرائب وكل من له علاقة بالإيرادات وضبط مخالفاتها يدعوهم من خلالها الى تحمل مسئولياتهم مخاطبا إياهم بالقول  أن تعز أمانة في أعناقكم ونطالبكم بفرض النظام والقانون وفرض الجيش لحماية الدولة ومؤسساتها في المحافظة كما يحذر الحكومة الشرعية من استمرار انقطاع الرواتب عن موظفي المحافظة كونها تعول مئات آلاف الأسر فضلا عن أن استمرار الانقطاع سيمس بشكل مباشر الشرعية وحكومتها

 

مقالات مشابهة