المشاهد نت

صالح يستفز الحوثي بصور هادي في السبعين.. ماراثون الـ24 من أغسطس.. صنعاء ساحة من؟

صورة هادي وصالح في السبعين
المشاهد  – نجيب بن صالح-خاص :

يريد الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن يثبت للعالم أن صنعاء ساحته، وفي المقابل تحرص جماعة الحوثي التي يجمعها به تحالف مهترئ أيضاً أن تبرز أن صنعاء ساحتها وأنها القوة الأكبر على الأرض.
برز الصراع واضحاً على الأرض بين الحلفين حيث يتسابق الطرفان على حشد أنصارهما ونشر صورهم وشعاراتهما في الشوارع والميادين العامة.
وسائل التواصل الاجتماعي هي الأخرى تشهد صراعاً محموماً.. وبدأ نشطاء كل طرف يكيلون التهم للآخر، وبات يوم 24 أغسطس حديث الشارع الذي يبحث عن نهاية لأزماته والحروب الطاحنة التي يدفع فاتورتها كل يوم وتتسع آثارها لتطال الأجيال القادمة.

صورة هادي في السبعين والحوثي يغضب
في إطار الدعاية التي يقوم بها حزب المؤتمر التابع لصالح والمرتبطة باحتفالية عيد التأسيس تم نشر لوحات يظهر في الرئيس عبدربه منصور هادي أثناء تسلمه العلم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ويسعى من خلالها حزب المؤتمر إلى إبراز دوره في التداول السلمي للسلطة، الأمر الذي أثار غضب جماعة الحوثي من نشر صور للرئيس هادي، متهمة صالح وحزبه بالخيانة العظمى لما أسمته بالتضحيات التي يقدمونها من أجل مواجهة قوات هادي والتحالف العربي، وكان من أبرز تلك اللوحات الحاملة لصورة الرئيس هادي لوحات عملاقة في ميدان السبعين، حيث قامت جماعة الحوثي يوم السبت الـ19 من أغسطس بحشد أبناء المناطق المجاورة لميدان السبعين واتجهت لإزالتها.
ويرى حزب المؤتمر التابع لصالح أن نشره لصور هادي لا علاقة له بالتضحيات، وإنما تجسيداً للنهج الديمقراطي الذي ينتهجه حزب المؤتمر فيما يتعلق بالتداول السلمي للسلطة وتعزيز الديمقراطية، منتقداً ما أقدمت عليه جماعة الحوثي من إزالة لصوره الاحتفائية، وأن هذا العمل هو جزءاً من المساعي التي تقوم بها الجماعة لإعاقة المؤتمر وأنصاره عن الاحتفال بذكرى التأسيس.
نهاية التحالف بين صالح والحوثي
في ظل هذا التوتر بين الحليفين صالح والحوثي يرى أحد المحللين السياسيين الذي فضل عدم ذكر اسمه أن هذا التسابق يسعى من خلاله كل طرف إلى الإثبات للعالم بأن صنعاء ساحته، ويقول لـ”المشاهد”: “هذا التنافس قد يكون المرحلة الأخيرة لطي صفحة الشراكة والتحالف القائم بين صالح والحوثي، ومن المتوقع أن يقود إلى خلاف يفضي بإنهاء التحالف بينهما تماماً والتسابق نحو الخارج لضمان البقاء في المرحلة القادمة وأية تسويات سياسية، خاصة أن حزب المؤتمر التابع لصالح يعيش حالة من الاقصاء من قبل شريكه الحوثي في مختلف مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرتهم”.

صالح يدعو أنصاره
في ذات السياق كان حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح قد دعا أنصاره في مختلف المناطق للاحتشاد يوم 24 أغسطس في ميدان السبعين للاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين على تأسيس حزب المؤتمر.
هذه الدعوة لاقت استنكاراً من قبل جماعة الحوثي والتي قالت عنها مصادر مقربة من جماعة الحوثي لـ”المشاهد” إنها لا تخدم التحالف والشراكة القائمة بين الطرفين وأنها تفكك هذا التحالف وتخدم العدوان.

الحوثي يدعو أنصاره
من جانبها جماعة الحوثي كان لها ردة فعل، حيث دعا محمد على الحوثي الذي يتولى منصب رئيس ما تسمى باللجنة الثورية التابعة الحوثيين دعوة لأنصارهم والقبائل للاحتشاد يوم الرابع والعشرين من أغسطس في مداخل العاصمة صنعاء، لإرسال قوافل الرجال والدعم للجبهات.
ويؤكد محمد علي الحوثي في منشور له على صفحته في الفيس بوك أنه سيكون هناك عدة تجمعات للحشد، في الصباحة، وفي سنحان خط المئة، وبني الحارث، وفي همدان، وهو ما يقول عنه حزب المؤتمر التابع لصالح إنه محاولات لإعاقة جماهيره القادمة من خارج صنعاء للمشاركة في الاحتفالية التي سيقيمها المؤتمر في الرابع والعشرين من أغسطس الحالي.

إقرأ أيضاً  سماهر.. الإبداع في الرسم لمواجهة تحديات المعيشة

صراع في وسائل التواصل الاجتماعي
تشهد وسائل التواصل الاجتماعي توترات كبيرة بين الناشطين التابعين لحزب المؤتمر الذي يرأسه علي عبدالله صالح ونشطاء “أنصار الله” التابع لجماعة الحوثي، حيث يتبادلون الاتهامات، ويرى أنصار صالح أن الحوثيين يخافون من اتساع القاعدة الشعبية لصالح وحزبه، ويرى نشطاء الحوثي أن ما يقوم به صالح وحزبه لا يخدم الشراكة القائمة على مواجهة قوات الرئيس هادي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ويتوجب أن يكون هذا الحشد صوب جبهات القتال بدلاً من الاحتفال في العاصمة صنعاء.

المؤتمر يحشد للاحتفال دون الجبهات
بدوره أحد الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي -عبدالملك العجري- يستهجن من يقولون أن “أنصار الله” التابع للحوثيين يتخوف من فعالية المؤتمر في 24 أغسطس، ويضيف: “القضية ليست قضية تخوف، وإنما طريقة وأسلوب الاخوة في المؤتمر تجعلهم كمن يلف حزاما ناسفا حول خصره ويتهيأ لتفجير نفسه في المكان الغلط ، فمن حق المؤتمر أن يقيم فعالياته الخاصة، وأن يقدم مشروعه للشعب، وأن يطمح للصعود، لكن ليس على ظهور الآخرين، وليس على حساب سمعتهم وعلى حساب أولوية مواجهة العدوان”.
ويوجه العجري أصابع الاتهام صوب صالح وحزبه بأنهم لا يحشدون الرجال إلى الجبهات، وإنما نحو الداخل للاحتفال، ويقول: “من يتابع الرسائل الاعلامية في اللقاءات التحضيرية لفعالية المؤتمر يدرك أنها موجهة للداخل ولفصيل بعينة”.
وفي ذات السياق يقول الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي والتابع لجماعة الحوثي -ماجد الخزان-: “القبائل تبلغ أنصار الله عن تجهيزها قرابة 50 ألف مقاتل لدعم الجبهات في يوم 24 اغسطس بالإضافة إلى قوافل غذائية تقدر بـ100 مليون ريال.. نتمنى أن يعلن المؤتمر عن رقم ولو حتى 10 مقاتلين يلتحقوا بالجبهات و5 سيارات قوافل غذائية في يوم زعمهم أنه دعماً للجبهات” .

حشد السبعين سيجرف من يقف أمامه
من جانبه القيادي في حزب المؤتمر التابع لصالح “ياسر العواضي” يفجر تصريحاً نارياً إزاء من سيعيق احتفالية حزبه، ويقول: “من سيقف أمام الملايين في السبعين سيُجرف لا محالة”.

حزب صالح ينقلب على الشراكة
عضو اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام -عابد الشرقي- يهدد بالاستقالة من الحزب في حال استمر المؤتمر في العمل خارج إطار الاتفاق السياسي مع مكون “أنصار الله” التابع لجماعة الحوثي، خاصة أن المؤتمر شريك في الحكومة والمجلس السياسي التابع للحوثي وصالح، ويؤكد الشرقي في منشور له في “الفيس بوك” على عدم مشاركته في احتفالية المؤتمر بالذكرى الـ35 لتأسيسه.

الوضع معقد بين صالح والحوثي
في ذات السياق يقول الكاتب الصحفي محمد عايش إنه خلال حديثه مع زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي تطرقا للعلاقة بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، موضحاً في منشور له في الفيس بوك إن هذا الموضوع هو موضوع الساعة، وأنه موضوعاً مقلقاَ، وأن الأمور ليست على ما يرام، وإذا لم يُكبّر أحد الطرفين عقله قبل 24 أغسطس فإن طين الحرب والأزمة سيزداد بلةً، وقد نكون على موعد مع تطورات دراماتيكية، ويضيف: “استنادا إلى ما سمعته من قيادات فاعلة في المؤتمر ثم ما استمعت إليه من زعيم أنصار الله، أستطيع القول إن الوضع معقد”.

حشد السبعين استعراض قوة ولا يخدم السلام
يرى مهتمون أن الحشد الذي يدعو إليه حزب المؤتمر التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح للاحتفاء بالذكرى الـ35 لتأسيسه لا يمكن أن تصدر عنه قرارات شجاعة تخدم عملية السلام في اليمن وتوقف نزيف الدم اليمني، وإنما يأتي بمثابة استعراض للقوة وإبراز القدرة على امتلاك الساحة والقاعدة الشعبية فقط، ويتوقعون أن يكون لهذا الحشد نتائج تتمثل في تحديد ورسم ملامح التحالف والشراكة بين صالح والحوثي والتي قد تكون سلبية.

مقالات مشابهة