المشاهد نت

الجثث المجهولة .. إتساع يثير علامات تعجب !

صورة تعبيرية

المشاهد – فؤاد محمد-خاص :

خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس يرصد تقرير في محافظة إب العثور على ثلاث جثث مجهولة، وقبله بأيام صدر تقرير يؤكد سقوط 23 قتيلا بسبب الفوضى الأمنية خلال شهر يوليو الماضي في إب بينها جثث مجهولة.

ومنتصف هذا الشهر عثر مواطنون في مديرية حفاش بمحافظة المحويت على جثة مجهولة في إحدى قرى المديرية، بعد أقل من شهر من العثور على جثة مجهولة ملقاة على جانب الطريق الإسفلتي في مديرية بني سعد.

“المشاهد” قام بجمع أبرز حوادث القتل المجهول “جثث مجهولة” خلال الستة الأشهر الأول من هذا العام، وتمكن من رصد  15 حادثة قتل تم تسجيل أصحابها جثث مجهولة في محافظات إب وذمار وصنعاء والمحويت والحديدة.

يصف راجي عمار – كاتب وسياسي – الرقم بـ”الكارثة”. ويقول: إن هذه الجرائم قد تندرج تحت جرائم التصفيات للخصوم بطرق وأساليب مجهولة تسجل تحت يافطة “جثة مجهولة وقاتلها مجهول”، وحتى إن تم التعرف عليها فيما بعد فإن الكثير من أمثال هذه القضية يظل مرتكبوها مجهولين مالم تأتي الأقدار بهم”.

لكنه وفي تعليق لـ”المشاهد” اعتبر أن انتشار الجثث المجهولة تعد مؤشرا آخر على توغل الفوضى الأمنية، خصوصا وأن كثير من حوادث الجثث المجهولة حصلت وتكررت في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وحليفها علي عبدالله صالح.

وأضاف: “مثل هذه الجرائم قد تقف وراءها جماعات عنف قد تكون تنظيمات إرهابية، أو سياسية، وقد تكون نتيجة لغياب الدولة، إذ قد يلجأ أصحاب القضايا للقتل عندما لم يجدوا الإنصاف أو من يقوم بتأمينهم من قبل الجهات المعنية بتأمينه، وتوفير القضاء العادل والنزيه له، مما قد يدفعه لارتكاب مثل هكذا جرائم قتل وإخفاء الجريمة ومعالمها”.

وأكد أن القتل المجهول ينبئ بوضع أمني متردي ومخيف في ذات الوقت، وهو ما عزز لديه – بتأكيده – على أهمية وجود الدولة بغض النظر عن سلبياتها وتعثراتها. مضيفا: “مهما ظهر أن المليشيا تضبط الأمن فإن ذلك لايمكن أن يستمر حتى تعود الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه لذا فإن وجود الدولة مثله مثل الماء والهواء.

لماذا إب؟

وتشير المعلومات التي قام “المشاهد” بجمعها إلى أن معظم العمليات تركزت في محافظة إب التي سجلت فيها خلال النصف الأول من هذا العام 7 جثث مجهولة، تلتها العاصمة صنعاء 3 حالات، و ذمار 3 حالة، ومن ثم البيضاء والحديدة ومحافظة صنعاء.

إقرأ أيضاً  حرمان المرأة من الميراث بسبب هشاشة القضاء في اليمن 

وبحسب محمد عادل دماج – راصد وحقوقي بمحافظة إب – فإن الفوضى الأمنية في محافظة إب زادت بشكل كبير خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، حيث انتشرت أعمال القتل والنهب وحروب الأراضي مما خلق القلق لدى المجتمع.

وقال: “الشهر الماضي تم رصد 23 حالة قتل و15 إصابة بسبب الفوضى التي تشهدها المحافظة، إضافة إلى انتشار أعمال القتل وجرائم السطو والنهب والابتزاز والنهب والاعتداء والاهانات”.

لكن دماج الذي تحدث لـ”المشاهد” لفت إلى عمليات قتل يكون الضحية فيها مجهول والقاتل معلوم وتنطلق من منطلقات طبقية وهي تنتشر في محافظة إب منذ سنوات لكن حدتها ازدادت مؤخرا.

وأضاف: “لو عدنا للتأكد من هذه الجثث لوجدنا أن غالبيتها هي من الفئات المهمشة، الذين يتم قتلهم من قبل من يرون أنفسهم طبقة أرقى منهم بدم بارد وإلقائهم في أماكن عامة أو على الطرقات أو في أماكن بعيدة عن أعين الناس. معتبرا أن انتشار هذه الجرائم وتزايدها يعود لترك القتلة دون عقاب والذين يتم تركهم لاعتبارات طبقية.

ويرى دماج في المقابل أن القتل المجهول يظل انعكاساً لمدى الانفلات الأمني الحاصل ومؤشر على مدى تردي الوضع بشكل عام والذي انعكس على الجانب الأمني.

ويربط مراقبون بين انتشار الجثث المجهولة في اليمن والحالة التي عليها العراق، حيث تكشف تحقيقات أجراها موقع العربي الجديد عن أن غالبية الجثث المجهولة التي يتم العثور عليها في مكبات النفايات والساحات العامة داخل أحياء سكنية معظمها تكون خاضعة لنفوذ وسلطات مليشيات “الحشد الشعبي” الموالية لإيران.

وقالت تحقيقات نشرها سابقا إن “غالبية الضحايا يُقتلون بدافع طائفي على يد مليشيات وعصابات طائفية، تُعرف باسم فرق الموت وتعمل لصالح جهات عدة، بينها سياسية”.

وليست جميع حوادث ضحايا القتل المجهول في العراق بدوافع طائفية إذ أن البعض يقوم بالقتل لدوافع شخصية أو انتقامية، وفي بعض الأحيان عصابات خطف لغرض الابتزاز، فيقضي الضحية حتفه خلال احتجازه لديها.

مقالات مشابهة