المشاهد نت

في محافظة عمران وذمارالحرب تحصد ارواح الشباب وتحول مسقبل الفتيات الي عنوسة

صورة تعبيرية

المشاهد – هشام المحيا – خاص:

قبل أن يقصم القدر ظهر أحلامها وتحول شعلة الأحلام تلك الى رماد تذروه الرياح في فضاء الوحشة القاتلة كانت الفتاة ” ياسمين عبدالملك ” ذات الثامن عشر ربيعا من مديرية ريده محافظة عمران علىموعد مع معانقة فارس احلامها التي لطالما اجهدتها نيران الشوق الحارقة للقائه منذ أن تقدم لخطبتها قبل عام ونصف وبينما كانت الترتيبات تسير على قدم وساق لحفل الزفاف فوجئت الفتاة بخبر مقتل عريسها في جبهة نهم شرقي محافظة صنعاء في شهر يوليو من العام الحالي  وهو يقاتل في صفوف الحوثيين لتلحق الفتاة بقريناتها اللاتي سبقنها الى ركب العنوسة مؤخرا بعد أن قتل معظم شباب قراهن وعزلهن خلال حروب الحوثي والحروب القبلية والثآرات

وبحسب ما قالته السيدة فاطمة الغيلي إحدى قريبات الفتاة ياسمين فإن خبر مقتل الشاب الذي كان من المقرر زفافها اليه قد سبب لها صدمة كبيرة كادت ان تودي بحياتها لولا ان تداركها اهلها بإسعافها الى المستشفى ..وتضيف الغيلي ” في قريتنا لم يتبق من الشباب سوى القليل بينما انتهوا تماما في بعض القرى المجاورة وبالتالي فإن على الفتيات ان يلتحقن بركب العنوسة ولو كن في مقتبل العمر.

من جانبه يؤكد الشاب منير محمد أحد ابناء منطقة خمر والذي يعمل ضمن صفوف الجيش الوطني ان منطقته تكاد تخلو من الشباب بعد ان قتل معظمهم في هذه الحرب سواء كانوا مع الحوثيين او مع الشرعية

تمدد الكارثة

ومثل محافظة عمران محافظة ذمار وكذا صعدة حيث تؤكد بعض المصادر الخاصةلــ”المشاهد “ مقتل عشرات الآلاف من شباب هذه المحافظات منذ اندلاع حرب الحوثي مع الدولة في العام ٢٠٠٤  مرورا بحروب الجماعة الست وانتهاء بحرب انقلابها على الدولة ..ويقول الباحث الاجتماعي معاذ حيدر أن نسب العنوسة في اليمن وخاصة في محافظات شمال الشمال حيث الحروب المتواصلة كانت تشكل معضلة حقيقية قبل هذه الحرب لكنها اصبحت الان كارثة مدوية  ستلقي بآثارها على الفتاة اليمنية اولا والمجتمع اليمني ثانيا ”

إقرأ أيضاً  استعادة ثقة المستهلك الخارجي في البن اليمني

ارقام مخيفة

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني وبالأخص محافظات شمال الشمال من ظاهرة حصاد أرواح الشباب عبر طرق مختلفة كالثأر والحروب القبلية والجرائم الجنائية جاءت جماعة الحوثي منذ أول حروبها مع الدولة في العام 2004 وحتى حربها الأخيرة مع الدولة المخطوفة ضد الشعب اليمني لتوسع دائرة الحصاد المهولة خاصة في محافظتي ذمار وعمران  ، حيث تؤكد التقارير الدولية ارتفاع نسبة العنوسة باليمن الى ٣٠٪ ما يعني أن هناك ٢ مليون و٧٠٠ الف فتاة وامرأة ممن هن في سن الزواج من عمر ١٤ الى ٦٠ عاما يعشن حياة العنوسة وذلك من اجمالي عدد سكان الفئة البالغ ٩ مليون نسمة تقريبا وفقا للاسقاطات السكانية الرسمية للعام ٢٠١٧ م

من جهة اخرى   تشير بعض التقارير المحلية أن أعداد القتلى خلال هذه الحرب تجاوز ٤٠ الف قتيل كلهم من الشباب والاطفال باستثناء اعداد قليلة من فئة الكبار وحصدت محافظات ذمار وعمران وصعدة وصنعاء اغلب الضحايا ، اما قبل الحرب الاخيرة فتشير الاحصائيات الرسمية الى مقتل اكثر من عشرة الف شخص خلال حروب الدولة مع الحوثي فيما التقارير الاخرى تشير الى سقوط  حوالي ٦٠ الف قتيل من اليمنيين في الحروب الداخلية السابقة

وبالتالي فإن نسبة العنوسة في اليمن قد سجلت ارتفاعا غير مسبوق حيث تقدر اعداد من لحقن بركب العنوسة مؤخرا بعشرات الآلاف وما يؤلم هؤلاء الفتيات أن أمل الزواج إن تحقق مرة لبعضهن فإنه لن يعود مرة أخرى نظرا لقلة الشباب .

حلول عقيمة

كل الحلول لمشكلة الشباب الذين تحصدهم الحرب  تخلف معاناة دائمة في المجتمع لاسيما النساء تبدو عقيمة باستثناء حل وحيد وهو ايقاف الحرب والذي من خلاله ستولد كل الحلول الممكنة لمعالجة كافة جوانب المشكلة

مقالات مشابهة