المشاهد نت

هكذا يستقبل اليمنيون عيد الفطر!

المشاهد- صنعاء – غمدان الدقيمي:
يحل عيد الفطر المبارك في اليمن هذا العام وسط مزيد من المعاناة الإنسانية على وقع استمرار الحرب الدامية في البلاد منذ أكثر عامين، وانعدام الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية، وتفشي وباء الكوليرا الذي حصد أرواح أكثر من ألف شخص خلال أقل من شهرين.
انتهى
تقول هدى راوح (35 عاما)، وهي أم لثمانية أطفال تقطن في حي سكني وسط مدينة تعز تسيطر عليه فصائل مسلحة موالية للحكومة “للمرة الثالثة نستقبل العيد دون والد أطفالي الذي قتل برصاص عشوائي قبل عام ونصف وسط مدينة تعز”.
أضافت السيدة اليمنية التي كانت تتحدث عبر الهاتف من مدينة تعز، جنوبي غرب البلاد، لموقع (إرفع صوتك) “اعتدنا على الحرب وسماع دوي الانفجارات، لكننا لم ننس رب الأسرة خصوصاً في المناسبات الدينية، أطفالي كانوا يرافقون والدهم يوم العيد لزيارة الأهل والأصدقاء، هذا انتهى الآن”.
وتابعت “حتى اللحظة (25 رمضان) لم نستطع شراء أو تدبير كسوة العيد لأطفالي، منذ توقف صرف الرواتب قبل أكثر من 10 أشهر، لم يعد لدينا أي مصدر دخل أخر”.
افلاس
وتسببت الحرب المتصاعدة في البلاد بواحدة من “أكبر الازمات الإنسانية” في العالم، مع ارتفاع أعداد السكان الذين يعانون من “ضائقة غذائية”، إلى نحو 19 مليونا، بينهم حوالى سبعة ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، حسب تقارير الأمم المتحدة.
وضاعف من تدهور الوضع الإنساني على نحو مريع في البلاد، عجز سلطات الأطراف المتصارعة في اليمن، عن دفع رواتب حوالى مليون و200 ألف موظف حكومي للشهر السابع على التوالي، بعد الإفلاس غير المعلن للبنك المركزي اليمني، فضلا عن تسريح عشرات الآلاف من العاملين في القطاع الخاص بسبب التداعيات الاقتصادية للنزاع، ما قذف بملايين إضافية من السكان إلى دائرة الجوع.
وتستبعد أشواق الشميري، وهي وكيلة مدرسة حكومية في مدينة تعز، مشاهدة أي مظاهر للاحتفال بالعيد في تعز، خصوصا في “ظل غياب الأمن وانقطاع الرواتب الحكومية التي كانت طوق نجاة لآلاف الأسر”.
بعض الأقارب
وبالرغم من ازدحام بعض شوارع العاصمة اليمنية صنعاء قبيل حلول عيد الفطر المبارك، إلا أن محمد الذماري يعتقد أنه لا علاقة لذلك باستعداد اليمنيين للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية.
وقال لموقع (إرفع صوتك) “تمكنت فقط من شراء ثياب العيد لثلاثة من أطفالي الستة، سنكتفي يوم العيد بزيارة بعض الأقارب والأصدقاء”.
عذاب
من جانبه، يقول عبدالحكيم قاسم، الذي التقاه مراسل (إرفع صوتك)، بينما كان يتسول في شارع رئيس شرقي صنعاء لإعالة أسرته المكونة من سبعة أشخاص “بهذا الحال سأستقبل العيد كالأعياد الماضية”.
“أنا من فئة المهمشين ، وحياتنا كلها عذاب، لا نحتفل بمناسبة ولا نفرح بعيد”، أضاف الرجل الخمسيني رافضاً مواصلة الحديث.
ويؤكد أحمد المصباحي (32 عاما)، الذي يعمل في محل لبيع الملابس شمالي صنعاء، أن حركة الإقبال على شراء ملابس العيد تراجع بنسبة تتجاوز 80 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
مفقودة
ولا تقتصر المعاناة على اليمنيين داخل البلاد فحسب بل طالت أيضا عشرات الآلاف من اللاجئين الذي يعيشون ظروفاً صعبة في بلدان الشتات.
يقول وهيب النصاري (33 عاما) الذي يقطن في العاصمة المصرية القاهرة منذ مغادرته صنعاء بداية الحرب قبل أكثر من عامين، “لا يوجد عيد والبهجة مفقودة، نحاول نسيان الآلام ومعاناة الغربة لكننا لا نستطيع”.
أضاف النصاري، وهو صحافي يمني، لموقع (إرفع صوتك) “الحياة صعبة هنا.. لكننا متفائلين ومنتظرين فرجا قريب”.
وتذهب تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى أن هناك نحو 173 ألف شخص أجبروا على مغادرة البلاد بسب الحرب خلال العام الماضي.
المصدر: ارفع صوتك

مقالات مشابهة