المشاهد نت

مركز غسيل الكلى بتعز القصة الكاملة للمعاناة

مركز الغسيل الكلوي في تعز

المشاهد – هشام المحيا – خاص:

  في تعز .. لا تبدو المعاناة  طبيعية إذ تبدو بصورة أخرى غير مألوفة لمن لمست المعاناة يوما ما حياتهم ، ففي تعز يبدو الموت أعنف والجرح أعمق والمآسي أشق .. مركز الغسيل الكلوي بالمستشفى الجمهوري بالمحافظة أحد المربعات الأكثر ألما حيث يكتوي المركز بما فيه من مرضى بنار جماعة  الحوثي بين فترة وأخرى حيث تتعمد المليشيا استهدافه بقذائفها المدفعية وصواريخها المتحركة بشكل متكرر بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المرضى والأطباء من جهة وتوقيف عمل المركز ليموت المرضى بمنازلهم من جهة أخرى وقد تسبب هذا القصف المتكرر في توقف عمل المركز أكثر من مرة الأمر الذي أدى إلى وفاة أكثر من 80 مصاب بالفشل الكلوي .. وفي الوقت الذي يتعرض فيه لحمم الموت الحوثية يعاني المركز من مشاكل كثيرة أبرزها عدم وجود ميزانية تشغيلية وغياب الدعم الكافي إذ يقدم المركز خدماته للمرضى من التبرعات والهبات والصدقات التي يقدمها له بعض فاعلي الخير .. 

    في الوقت الذي كان فيه مركز الكلوي الوحيد بمحافظة تعز يعج بالكادر الطبي ومرافقي المراض وقبل ذلك بالمرضى القابضين على قلوبهم خوفا من توقف نبض قلوبهم بأي لحظة خصوصا إذا ما توقفت أجهزت الغسيل الكلوي بشكل مفاجئ فهم يعيشون في مدينة لا تعرف أساليب وطرق ووقت ومكان الموت الذي يداهمهم بأي لحظة وفي أي مكان وبطرق ووسائل مختلفة ، وفي خضم تلك اللحظات المشحونة بالخوف يفاجئ الجميع هناك بقذائف الموت الحوثية تتساقط على المركز مخلفة أضرارا كبيرة في المبنى وبعض ملحقاته وأبرزها إصابة  الخزان الرئيس للغسيل الكلوي  والذي أدى إلى توقف العمل يوما كاملا قبل أن تعيد الإدارة إصلاح ما أفسدته قذائف المليشيا ، وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيه المليشيا مركز الغسيل الكلوي للقصف العنيف إذ أقدمت على قصفه أكثر من مرة لتتسبب في وفاة أكثر من 80 مريضا بعد أن عجزوا عن الحصول على جلسات الغسيل في المركز بشكل منتظم  ، ولا ينحصر استهداف جماعة الحوثي لمركز الغسيل الكلوي فقط  فهي تتعمد  وبشكل مستمر باستهداف كافة المنشآت الصحية  بمختلف أنواع الأسلحة غير آبهة  بكل القوانين الدولية والإنسانية والأعراف والتعاليم الإسلامية القويمة ، كما تواصل  مسيرة الموت هذه بارتكاب جرائمها البشعة  بحق المدنيين بتعز باستهدافها التجمعات السكانية المدنية  من منازل وأسواق وشوارع ومحلات تجارية ومنشآت حكومية وخاصة بمختلف أنواع الأسلحة بشكل يومي ، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى بالإضافة إلى أضرار مادية حسيمة .

جرائم انسانية

   مدير مركز الغسيل الكلوي بتعز الدكتور عصام مهيوب  المحيا  أوضح ــ في حديث خاص لـــ”المشاهد” ــ الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق مرضى الفشل الكلوي فقال ” بالنسبة لقصف المركز من قبل المليشيا الحوثية فهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للقصف فقد قاموا بقصفه  اكثر من مره كان اخرها يوم الاربعاء من الأسبوع  الفائت وأدى ذلك إلى  تحطم الخزان الكبير الخاص بالمركز وتوقف المركز يوما واحدا لتتم  معالجة الأضرار  وهي ليست المرة الأولى التي يتوقف فيها عن العمل بسبب القصف فقد توقف المركز لاكثر من مره لكننا نقوم بمعالجة الأضرار بشكل سريع  لنعاود العمل  ، وبرغم القصف المتكرر والمباشر للمركز إلا أنه لا يوجد ضحايا أصيبوا بالقذائف بشكل مباشر ، لكن هناك مرضى كان للقصف المتكرر للمركز سببا رئيسيا في وفاتهم ” وعن أعداد المرضى وحالتهم الصحية يقول ” الي شهر مارس 2015 وصل عددالمرضي الي 150 حاله  لم يبق منهم  سوي ستون حاله ، غالبيتهم غادرو المركز الي مناطق اكثر امنا مثل اب وعدن صنعاء وغيرها من المناطق ، وخلال الفتره من ابريل 2015 وحتي يناير 2017 بلغ عدد الفيات اكثر من ثمانون حاله وفاة لعده اسباب منها نفاذ كميه الادوات لعدم وجود د داعم مستمر او لعدم قدرتها على الوصول  للمركز بسبب الحصار  بالإضافة إلى مغادره غالبه الاطباء الي خارج المحافظة وأغلب هذه الأسباب تعود إلى استمرار جماعة الحوثي في قصف المركز ”

إقرأ أيضاً  اقتصاديون ومواطنون: الوضع المعيشي «لم يعد يطاق»

ضحايا

 عبدالجليل عثمان من ابناء مديرية صبر المسراخ  يبلغ من العمر 49 عاما أصيب بالفشل الكلوي قبل أكثر عام استعاد أمل البقاء بعد تلقيه جلسات الغسيل الكلوي في أكثر من مركز داخل تعز وخارجها  إلا أن ذلك الأمل سرعان ما تبدد ليجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الموت استسلم في نهايتها ليأخذ الموت روحه .. يتحدث نجل عثمان عن سبب وفاة والده فقال ” كانت المليشيا تفرض على المحافظة حصارا خانقا وكنا نحاول إخراجه إلى عدن لعمل جلسة الغسيل إلا أن المليشيا رفضت ذلك ، حينها اتجهنا إلى المدينة تعز حيث مركز الغسيل في المستشفى الجمهوري ولكننا لم نستطع الدخول مدة عشرة أيام كاملة بسبب المواجهات في الطريق الرابط بين المسراخ والمدينة  وكان ذلك قبل أن تنجح المقاومة في تحرير المكان ، بعدها قررنا المغامرة للدخول إلى المدينة وبالفعل استطعنا تجاوز مناطق المواجهات بأمان وبينما نحن أمام مركز الغسيل الكلوي إذ فوجئنا بالمليشيا تقوم بقصف المركز بقذائف مدفعية أدت إلى توقف العمل في ذلك الوقت وكان والدي حينها على مشارف الموت .. لم يكن بيدنا حيلة لإنقاذه سوى الانتظار حتى إصلاح الأضرار إلا أن الموت كان أسرع فمات والدي في تلك الليلة ” قصة عبدالجليل عثمان ليست الوحيدة فهناك عشرات الحالات ماتت بذات الأسباب

مشاكل أخرى

   ثمة مشاكل أخرى يعاني منها مركز الغسيل الكلوي أفصح عنها مديره فقال ” نعتمد بالعمل علي المساعدات والهبات من فاعلي الخير والمنظمات والهيئات الدولية ولتقديم خدمة متميزة تلبي رغبة وحاجة المرضى فإننا بحاجة إلى ميزانيه تشغيليه فالمركز إلى الآن يعمل بلا ميزانية تشغيلية  وهو ليس ايرادي حتى يتمكن من تلبية بعض الاحتياجات اللازمة ” ويختتم المحيا حديثه بشكوى مريرة من الاهمال المبالغ فيه من قبل الجهات المعنية وعدم متابعتهم لاحتياجات المركز الأساسية

خلاصة القول

مرة بعد أخرى والمليشيا الحوثية تقصف مركز الغسيل الكلوي بتعز دون مراعاة لأي قوانين وأعراف دينية أو انسانية وبينما تقوم بذلك باستمرار يلاحظ الجميع الصمت المطبق للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية ذات الصلة ، من جهة أخرى يلمس المواطن المريض والزائر والمتابع حالة الإهمال اللامحدود من قبل السلطة المحلية والحكومة الشرعية والمنظمات الإغاثية المحلية والدولية فالمركز يعمل بلا ميزانية ، يعمل فقط على ما يتحصل عليه من هبات ومساعدات من بعض فاعلي الخير لذا يتوجب على المجتمع الدولي والحكومة الشرعية والسلطة المحلية الإضطلاع بمسئولياتهم الأخلاقية والإنسانية والقانونية تجاه المركز

مقالات مشابهة