المشاهد نت

شهادات مؤلمة رداع إحتجاز واخفاء قسري وتعذيب وسلب للممتلكات

صورة ارشيفية

المشاهد-هشام المحيا -خاص :

امتدادا لسلسلة جرائهما بحق الشعب اليمني منذ أكثر من عامين تقوم المليشيا الانقلابية ــ المتواجدة في نقطة رداع بمحافظة البيضاء والمعروفة بنقطة المدعو ” أبو هاشم ” ــ بجملة من الانتهاكات يوميا بحق مئات المسافرين من وإلى عدة محافظات ، حيث تشهد هذه النقطة عمليات احتجاز واعتقال  العشرات من المسافرين وتعذيبهم  بشكل يومي من جهة وعمليات  سلب ونهب  واسعة النطاق لممتلكات آخرين  بتهمة ما يسمى بمناصرة العدوان من جهة أخرى … تفاصيل ما يحدث هناك في التحقيق التالي . نتابع سويا

مع اشتداد وطأة المعارك بين الجيش الوطني ومسلحي جماعة الحوثي أغلقت أغلب الطرق الرئيسية التي تربط بين عدة محافظات في شمال الوطن وجنوبه ، وبالتالي وجد المواطنون في منطقة رداع الواقعة في محافظة البيضاء منفذا للتنقل  بين محافظات عدة كمأرب والجوف وصنعاء وعمران وتعز وإب وذمار وشبوه وحضرموت ، غير أن جاعة الحوثي لم تتفهم معاناة المواطنين فواصلت ارتكاب الجرائم بحقهم دون احترام لحرمة دمائهم وممتلكاتهم .

ضحية

أسيل عبدالجبار شاب في الثالثة والعشرين من العمر ، أوقف دراسته الجامعية في جامعة تعز عقب استشهاد والده العام الماضي على يد قناص حوثي في حي العسكري بتعز ليتفرغ لكسب لقمة العيش له ولإخوانه  الخمسة القصر وأمه التي تعاني من مرض في صمامات القلب … أراد أسيل السفر إلى مدينة مأرب بعد تلقيه اتصالا من أحد أقربائه أخبره فيه عن تمكنه من إيجاد عمل له في أحد مطاعم المدينة براتب لا بأس به سيمكنه من توفير الحاجات الضرورية لأسرته ، حين تلقيه الاتصال لم يتمالك الشاب نفسه من الفرح وانطلق مهرولا يبشر أمه بقرب الفرج ، وقبل أن تجف دموع الفرح بعين أمه حزم أسيل حقيبته متجها صوب مأرب وبينما هو غارق في أحلامه تفاجأ بأناس تبدو في وجوههم سمات الإجرام ــ حد توصيفه  ــ أوقفوا المركبة التي هو فيها وأمروا الراكبين بالنزول … يقول أسيل في تصريح لـــ”المشاهد” شارحا لتفاصيل ما حدث له هنا ” بعد احتجاز استمر لست ساعات قام ثلاثة من مسلحين النقطة ــ التي عرفت اسمها ممن كنت معهم بأنها نقطة أبو هاشم ــ باعتقالي إلى جانب  ثلاثة من ركاب الحافلة وكان عددهم 16 راكبا بينهم نساء وأطفال  ، لقد تم اعتقالنا لانتمائنا إلى محافظة تعز ، وبعد السماح للباص بالعبور اقتادونا إلى القلعة ” قلعة رداع ” وهناك مارسوا بحقنا أبشع أنواع العذاب ، حيث قاموا بحرماننا من الطعام والشراب أكثر من 24 ساعة ، ثم جاؤوا ليحققوا وأثناء ذلك كنا نتعرض للضرب المبرح ، ولم يتوقفوا حتى كسرت يدي من العضد وسال الدم من أنفي وفمي ومن الجروح التي صنعوها في الوجه والظهر ” يتوقف أسيل لحظات ليمسح دموع الذكرى المؤلمة ليواصل الحكاية قائلا ” لم استطع النوم في تلك الليلة بسبب يدي المكسورة وفي اليوم التالي واصلوا التحقيق وعندما لم يجدوا إدانة لي ضربوني ، واستمر الحال كذلك لمدة أسبوع وبعدها أفرج عني مقابل فدية مالية بلغت 300 ألف ريال دفعها فاعلي خير كانوا يعرفون والدي قبل استشهاده ” … لم يكن  اسيل وحيدا في هذا المعتقل  ” قلعة دراع ” حيث ذكرت  بعض المصادر المطلعة  الخاصة  أن المعتقلين المتواجدين في القلعة يقدر عددهم بالمئات ، يتعرضون لمختلف أنواع التعذيب بشكل مستمر يوميا

جرائم أكبر

لم ينحصر تعامل المدعو ابو هاشم قائد نقطة رداع –  التي تسيطر عليها جماعة الحوثي  –  بحبس المواطنين في معتقله بقلعة دراع وتعذيبهم وأخذ الفدية منهم مقابل إخلاء سبيلهم حيث تفيد المعلومات التي حصل عليها كاتب التحقيق من مصادر سرية مقربة من بعض معاوني أبو هاشم وبعض المسئولين عن إدارة المعتقل  أن جماعة الحوثي تقوم بأخذ عدد من المحتجزين في القلعة إلى معتقلات سرية في كل من ذمار وصنعاء وصعدة ويحدث ذلك بشكل شبه يومي ، وأفادت ذات المصادر أن ترحيل بعض المحتجزين إلى السجون السرية في تلك المحافظات يأتي بعد إدانتهم بمناصرتهم لما أسموه ” العدوان ” أو بعد التحقيق حول صلتهم أو قرابتهم أو عملهم مع أفراد ومؤسسات الشرعية سواء المؤسسة العسكرية أو الأمنية أو المدنية  أو حتى المقاومة الشعبية التي قامت ضد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح.

إقرأ أيضاً  مطابخ خيرية تخفف معاناة الأسر الفقيرة في رمضان

وعن المعايير التي يعتمد عليها مسلحوا نقطة المليشيا لترحيل بعض المحتحزين إلى المعتقلات السرية في محافظات صنعاء وذمار وصعده يقول ” س ، ق ” أحد المقربين من بعض معاوني المدعو أبو هاشم في النقطة   ” يعتمد الحوثيون في معرفة من يعملون مع الشرعية أو من  لهم صلة قرابهم ببعض مؤيديها – حتى وإن كانوا لايعملون معهم –  على عملائهم في  الشرعية أو في المناطق التي تسيطر عليها ، فمثلا يحصل الحوثيون على نسخ من كشوفات رواتب المؤسسات الشرعية العسكرية والمدنية عبر وكلاء الحوثيين ممن انظموا لها وتحصل النقطة على بعض تلك النسخ ، ورغم ذلك لا يتم التركيز إلا على أبناء محافظة تعز ، بينما باقي المحافظات يتساهلون معهم خصوصا منتسبي محافظات إقليم آزال ”

فكري الردماني شاب في ال٣٠ من العمر من محافظة تعز كان أحد من شملتهم جريمة الإخفاء القسري ، حيث تم اعتقاله في نقطة دراع في بداية العام الماضي وبعد الاحتجاز المصاحب  للتعذيب بشتى انواعه في القلعة قرابة اسبوعين تم إخفاءه تماما وقد تضاربت الأنباء حول مصيره بين الترحيل إلى إحدى المعتقلات السرية في ذمار وصنعاء وصعدة أو تصفيته وإخفاء جثته

وبالإضافة إلى تلك الجرائم تحدث بعض المسافرين لــ”لمشاهد “– عن سلب ونهب لممتلكاتهم حيث يتم مصادرة بعض حقوقهم خصوصا الممتلكات الالكترونية أو المبالغ المالية المرتفعة خاصة الاموال التي تكون بالعملة الصعبة

صمت وتجاهل

لم تكن انتهاكات نقطة دراع الا امتدادا لسلسلة جرائم جماعة الحوثي وصالح بحق الشعب اليمني في عموم المحافظات ، وفي خضم ذلك ووسط تصاعد وتيرته يبدو صمت المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والإنسانية إزاء ذلك أمرا ليس طبيعيا وقد عبر عدد من القانونيون والنشطاء الحقوقيون عن بالغ قلقهم من ذلك الصمت المخيف ، وقال المحامي والناشط الحقوقي ” ه ،ب  ” – والذي طلب عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية تتعلق بشخصه وعمله كونه يقيم في إحدى المحافظات التي تسيطر عليها المليشيا-  ان اقل ما يقال عن موقف المجتمع الدولي حول الجرائم التي تقوم بها المليشيا الانقلابية بحق الشعب اليمني في طول البلاد وعرضها وليس فقط في نقطة رداع هو الصمت المطبق .

وعن التوصيف القانوني لتلك الجرائم والانتهاكات في نقطة رداع فيقول  ” بالنسبة للوصف القانوني للانتهاكات فهي في الحقيقة جرائم مركبة ومتداخلة تبدأ بإنشاء النقطة ذاتها دون مسوغ قانوني مرورا بما يحدث فيها من انتهكات وتعسفات بحق المواطنين تنتهك اولا الدستور وثانيا القوانين الوطنية النافذة فضلا عن القانون الدولي الانساني والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والموقعة عليها بلادنا ، وانتهاء بجرائم ومخالفات جسيمة مثل انشاء سجون خارج اطار القانون والسلطات القضائية المختصة وايضا ما يمارس من ابتزاز واستغلال لحاجات الناس وحجز حرياتهم وحظر تحركاتهم …الخ .. وهي جميعها جرائم جسيمة وفقا لقانون الجرائم والعقوبات اليمني وقانون الاجراءات الجزائية وغيرها من القوانين المتعلقة بالجرائم والحقوق والحريات”

أكثر من عامين وجماعة الحوثي ترتكب الجرائم بشتى انواعها بحق ابناء الوطن في مختلف المناطق وما تقوم به في نقطة رداع إلا إحدى صور الإجرام البشعة لهذه الجماعة ويحدث كل ذلك في ضل صمت مجتمعي دولي  مطبق يثير الشكوك حول مدى مصداقيته وحقيقة انسانيته التي يدعيها في بياناته وخطاباته ويبقى السؤال مفتوحا ..هل ستستمر المليشيا ترتكب جرائمها دون تحرك حقيقي للمجتمع الدولي من جهة والتحالف العربي لحسم المعركة من جهة أخرى ؟

 

مقالات مشابهة