المشاهد نت

تعز : الحرب ودور القطاع الخاص في التخفيف من معاناة المواطنين

قلعة القاهرة بتعز

المشاهد – خاص

لم يكن يوم الثاني والعشرين من مارس 2015 يوما عاديا في المدينة الاعلى كثافة سكانية في اليمن ” يقارب2984000 وفق الاسقاطات السكانية للعام 2014م . كان يوما معكر الاجواء بالبارود والنار .ذلك الذي اقتحمت فيه مليشيات الانقلاب الحوثية مدينة تعز بعد انقلاب ذات المليشيا نهاية العام 2014 على شرعية الرئيس هادي المعترف بها دوليا.
عملت الحرب على شل حركة الحياة في المدينة التي أثخنتها الحرب وخنقها الحصار المستمر واحرقها القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة ومعها عم الضرر أرجاء المدينة وتوقفت أنشطة القطاع الخاص الحيوية فيها بعد تعرضه لخسائر متنوعة حيث تعرضت العديد من المنشئات للقصف والتدمير المباشر واخرى ظلت تكابد المعاناة بسبب صعوبات نقل البضائع من المنافذ البحرية الى داخل المحافظة نتيجة الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق والذي تسبب أيضا في ارتفاع اسعار المواد الغذائية بشكل قياسي وازدادت المعاناة الإنسانية و أوقفت الحرب عجلة الماكنة الصناعية والتجارية في المدينة لكنها لم تتمكن من ايقاف ضمائر القطاع الخاص الوطني ولم تستطع تعطيل دوره تجاه المدينة والناس
رغم الخسائر والاضرار التي تعرض لها عمد القطاع الخاص الى تسجيل حضور جيد في وقت عصيب
كان العديد من المستشفيات الحكومية شارف على الإغلاق نتيجة غياب الدعم المادي اللازم لمواجهه النفقات العامة ، إلا أن تدخل العديد من رجال الاعمال تمكن من انقاذ الموقف
قدم رجال الاعمال في المدينة مساعدات نقديه كمرتبات إضافة الى شراء مواد طبيه تمكن المشافي من العمل .
أسهم تدخل رجال المال في تشغيل قسم الكلى الذي يقدم خدماته لنحو خمسين حاله كل اسبوع. يقول عبدالله عبدالعليم احد مرافقي المرضى في قسم الغسيل الكلوي متحدثا عن معاناة اخته سمر المريضة بالفشل الكلوي منذ العام 2014 ” كنت اغامر مع شقيقتي (سمر) نسير ملتصقين بجدران المستشفى خوفاً من رصاص القناص الحوثي لكي نتمكن من بلوغ قسم الغسيل الكلوي ، كانت حالة شقيقتي تزداد سواءً حيث حالت شحة الامكانات التي يمر بها المستشفى دون حصولها على مدة الغسيل المقررة- اربعة ساعات في كل جلسة والتي تم تقليصها الى ساعة واحدة فقط الامر الذي تسبب في دخول شقيقتي نوبات الاغماء والهلوسة ”
كان ذلك الدور اليسير قائم بقدر اسهام المرضى في دفع تكاليف الديزل والماء لتشغيل المركز ، لكن تدخل رجال الاعمال لعب دورا مهما في اعادة الامور الى نصابها المفترض
تقول سمر المريضة في قسم الكلى ” اشعر بتحسن الان ولم اعد اعاني من الاغماء والهلوسة المتكررة التي كانت تلازمني ، هذا بفضل الله وبفضل رجال الخير” ،من جانبه يقول عصام مهيوب رئيس قسم غسيل الكلى” ظل هذا القسم يعمل طوال فترة الحرب وان كان دون المستوى المطلوب وهذا بفضل الله ثم بفضل بعض رجال الاعمال والمؤسسات والشركات الخاصة وتابع قائلا ” هناك دعم محدود تلقيناه وهو عبارة عن بدلات غسيل كلوى من قناة السعيدة وبيت هائل وشركة يمن موبايل ، حيث قدم رجل الاعمال عبدالجبار هائل ما قيمته 24000دولار لشراء بدلات غسيل للمركز في مطلع العام 2015م وتكفلت مجموعة شركات هائل سعيد أنعم بإمداد المستشفى بالمياه منذ سنة ونصف حتى الان من خلال دعم اسبوعي يتمثل في توفير 15000لتر ماء عادي للمستشفى بشكل عام و 22000لتر ماء معالج ومنقى لمركز الغسيل بشكل خاص .
المهندس حامد الاثوري – معدات طبية وغسيل كلوي يوضح من جهته بالقول “لا ننسى أيضاً الوقفة الكريمة لمجموعة الشيباني التي ساهمت في صيانة وتشغيل الشاحنة الخاصة بتزويد المستشفى بالمياه بعد خروجها عن الخدمة بسبب مقذوف حوثي في شهر أغسطس 2015”.
مساهمات القطاع الخاص لم تتوقف عند قسم الكلى يقول طارق الوازعيه ، مسؤول قسم العظام في المستشفى “تعرض قسم العظام للدمار بسبب القصف من قبل الحوثيين على المدينة ومراكزها الخدمية ما اخرج القسم عن الجاهزية وامكانية العمل ولولا حملة الرأفة لترميم وتجهيز القسم ما امكننا العمل في مجال طب العظام في هذا المستشفى الذي يستقبل نحو اربعين حالة شهريا في مجال طب العظام.

تعز..القطاع الخاص يعزز الدور الاغاثي للمتضررين من الحرب

مع بداية الحرب واشتداد الحصار على مدينة تعز في مارس 2015 بدأ البعض يفكرون بطريقه ما لمساعدة الناس وتخفيف معاناتهم ففكر بعض الشباب في تكوين مبادرات ذات خطط قصيره المدى وموازنه محدودة ظناً منهم ان الحرب لن تتجاوز الاشهر تلى ذلك التفكير بانشاء تحالفات أكبر لتنظيم الجهود
يقول الاستاذ أمين الحيدري الرئيس التنفيذي لائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز ” بدأنا بتكوين الإتلاف على هذا الاساس وتم تجميع مليون ريال يمني فقط وشرعنا بالعمل من رصد وتوزيع سلال الإغاثة لكن الحرب طالت فاتجهنا في الائتلاف نحو دور المنسق ”
القطاع لم يكن بعيداً عن تلك الجهود يضيف الحيدري ” لا يمكن اغفال دور القطاع الخاص في الاعمال الإنسانية فهو يقدم 90٪ من المساعدات الإنسانية” .
لعب ائتلاف الإغاثة بتعز دورا مهما في التنسيق بين مختلف المانحين سواء المنظمات الدولية او القطاع الخاص الوطني
وبحسب الحيدري فقد عمل الائتلاف خلال المرحلة الماضية وفق التقسيمات التالية :-
1. في مجال الامن الغذائي والتغذية تم توزيع عدد 290117 سله غذائية و 200 طن تمور و2000 علبة حليب اطفال و 151200 وجبة ساخنه وعدد 7869 ماعز
2. في مجال الصحة والبيئة ، تم توزيع 633 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية وتوزيع 90 عربيه خاصة بالمعاقين وتوزيع عدد من اسطوانات الاوكسجين واقامة دورات في الاسعافات الأولية وحملات لمكافحة حمى الضنك
3. في مجال المياه: اعادة تأهيل وتشغيل عدد من الابار وشراء خزانات مياه وتوزيع مياه الشرب ، واعادة تأهيل وتشغيل 11بئراً وشراء 361خزان مياه وتوزيع 18000000لتر ماء صالح للشرب
4. مجال الايواء ، توزيع حقائب إيوائه وملابس وبطانيات
5. مجال الحماية وبناء القدرات ، دورات في الدعم النفسي وحماية الامومة والطفولة
6. في مجالات اخرى ، رعاية الايتام وتوزيع وحدات شمسيه وكسوة العيد

مقالات مشابهة