المشاهد نت

تقرير خاص: صنعاء المدينة المسكونة بالخوف فى ظل تنامي عمليات السطو المسلح والسرقات

احد ضحايا عصابات السطو والقتل في صنعاء

 قيس احمد – خاص-صنعاء :

باتت اليوم شوارع وازقة العاصمة صنعاء اوكاراً للقتل والنهب والسرقات من قبل العصابات المنطمة والتي ظهرت بقوة وازداد نشاطها الاجرامي منذ سيطرت جماعة الحوثي على المدينة التي يعاني ساكنيها من حدوث مئات الجرائم المروعة في كل يوم يمر عليهم ، وفي اخر الاحصائيات الامنية التي حصل عليهالـــ” الشاهد “نقلا عن مصدر في ادارة امن امانة العاصمة الخاضعة لسيطرت الحوثيين فان عدد من الجرائم الجنائية وقعت مابين 1يناير 2016 حتى 1ابريل2017م حيث ارتكبت 1850 جريمة قتل عمد ،وفي ذات الفترة ارتكتب 829 جريمة اغتصاب وهتك عرض ،كما ان 613 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين 8 و16 عاماً فقدوا من أماكن تواجدهم بين أسرهم في صنعاء ولايعرف انهم مختطفون ام تائهون ،انتشار جرائم القتل، الاغتصاب، السرقة بالاكراه ، ورواج تجارة المخدرات في اوساط الشباب و اختطاف الاطفال و جرائم التزوير وانتشار السلاح وتفشي الانحلال الاخلاقي  كل تلك الجرائم باتت مؤرقة للمجتمع الذي يشكو تواطىء جماعة الحوثي وتماهيها مع الجريمة وعدم ضبطها،ان لم تكن الجماعة مشاركة فيها ” قتل مع سبق الاصرار”

في الاسبوع الذي سبق كتابة هذا التقرير شهدت العاصمة صنعاء وقوع عدد من الجرائم الغريبة اشهرها مقتل الشاب بسام الحميدي الذي يعمل حارس امن في شركة بترومسيلة في حي حدة حيث اقدم مسلح ملثم كان على متن دراجة نارية بقتله بمسدس كاتم صوت اثناء خدمة الحميدي في موقع شركة بترومسيلة ،وتم نهب البندقية التي كانت بحوزته وكذا الجوال الخاص به هذه القضية كشفت تواطىء الحوثيين مع جرائم القتل المنطمة على النبهاني احد اصدقاء القتيل يقول في حديثه لـ “المشاهد” : طالبنا الشركة التي كان المرحوم بسام يعمل فيها بكشف الفيديو المحفوظ عبر كاميرات المراقبة لكنهم رفضوا ،اقمنا عدة وقفات احتجاجية امام مكتب النائب العام بصنعاء من اجل ان تكون هناك تحقيقات شفافة وواضحة وفقا للقانون ولكن دون فائدة .

الى الان لا يزال اقارب واصدقاء بسام يعتصمون حول الشركة مطالبين اخراج تسجيلات الفيديو لكاميرا المراقبة لمعرفة من قام بالجريمة.

وفي ذات الاسبوع الذي قتل فيه الحميدي فزع ساكنو صنعاء بوقوع اربعة جرائم قتل نفذت بنفس الاسلوب في مناطق متفرقة ففي منطقة هبرة اقدم مسلحين على قتل الشاب صلاح الدين محمد وسرقت دراجته النارية ،وفي حي الاصبحي قتل شاب مجهول الهوية ورمي به في السائلة الواقعة وسط الحي ،وفي شارع الخمسين قتل مسلحين الشاب عبدالغفور الجمال وسرقو دراجته النارية على مقربة من نقاط تفتيش تابعة لعناصر الحوثي دون ان تحرك ساكنا .

وفي وسط صنعاء اقدم مسلحين ملثمين كانوا على متن دراجة نارية على اغتيال الكابتن طلال الشرعبي وهو مدرب في لعبة (الكونغ فو) وفي مطلع ديسمبر من العام الماضي قتلت عناصر تابعة لمايسمى بـ”اللجان الشعبية ” التابعة للحوثيين كلا من :عبد الرحمن خيران، علي السنحاني، محمد الزبيدي وهم شباب كانوا يؤدون واجبهم المتمثل بحراسة مقر عملهم في شركة توتال بحي حدة، قضية مقتلهم أثارت غضب الرأي العام لبشاعة الحادثة ولمحاولة تزييف الحقائق وتمييع الجريمة التي اقترفها مسلحون قيل أنهم ينتمون لجماعة الحوثي بحسب محامون ومقربون من القتلي   الثلاثة.

ومن لم يقتل بتلك الطرق يقتل برصاص عناصر الحوثي المتواجدة في عدد من النقاط التابعة لهم وقد ادى تصاعد حالات اطلاق النار على المواطنين من قبل النقاط الحوثية الى استياء المواطنين وبسبب اشتداد الضغوطات التي مورست على الحوثيين من قبل المواطنين اصدر نائب وزير داخلية الحوثيين بصنعاء عبدالكريم الخيواني تعميماً للعناصر الحوثية بعد اطلاق النار على المواطنين مهما كلفهم الامر .

سرقات ونهب 

و في تصاعد اخر يبين حدة الانفلات الأمني في المدينة لايكاد يمر يوم الا ووقعت فيه مختلف انواع السرقات كل يوم وتحدث سرقة شىء ما في حي من احياء العاصمة صنعاء سرقات للمال والسيارات والاثاث وبطاريات السيارات كل شىء بات عرضة للسرقة فخلال الاسبوع المنصرم اقدمت عصابة مسلحة بسرقة اربعمائة الف ريال من شخص يدعى محمد اليافعي وفي ذات الاسبوع اقدمت عصابة مسلحة بالسطو علي مؤسسة حماية الأطفال والشباب في صنعاء ، وفي حي عصر ا قدمت عصابة مسلحة بسرقة مجموعة من الادوات المنزلية كانت على متن حافلة في طريقها لمحلات الواقدي الكائنة في الستين الجنوبي سرقة السيارات باتت موضة جديدة حيث تسرق السيارات ثم يأتي اليك اشخاص ويخبروك ان باستطاعتهم ان يستردو سيارتك بمبلغ معين .

إقرأ أيضاً  رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

يقول الاستاذ بكلية الاعلام جامعة صنعاء الدكتور حسين جغمان في حديثه لـ” المشاهد “ عندما سرقت سيارتي من امام منزلي سارعت في ابلاغ اقرب قسم للشرطة واخبروني انهم سيبحثون عليها ومرت اشهر دون جدوى حتى جاء شخص من اللجان الشعبية واخبرني ان عليا دفع مبلغ معين حتى يتم اخراج السيارة ولكنني رفضت رغم ان الشخص اخبرني عن اسم السارق ومكان السرقة بدوري قمن بابلاغ الاجهزة الامنية ولكن لافائدة والى الان سيارتي مازلت مسروقة ولم يسلم المكفوفين من عمليات السطو والسرقات المنظمة حيث اقدمت عصابة مجهولة وللمرة الثانية بسرقة ونهب الأجهزة المكتبية والمعدات والأثاث الخاص بالمركز الثقافي للمكفوفين التابع لجامعة صنعاء وامتدت السرقات لتشمل سرقات الواح الطاقة الشمسية من على سطوح منازل المواطنين وبطريقة جنونية ففي كل يوم لابد وان تحدث سرقة ولابد وان يقيد بلاغ بوقوع سرقة لوح شمسي في معظم احياء صنعاء ،انتشار السرقات المنطمة بهذا الشكل اقلق السكينة العامة للمواطن الذي لم يعد قادرا على احتمال وقوع المزيد منها ” تفجيرات ” عشرات الانفجارات وقعت في صنعاء بسبب الانفلات الامني منذ سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة .

حيث تخفي الاجهزة الامنية التابعة للحوثيين تلك الحوادث خشية السخط الشعبي المتصاعد ضدهم وضد ممارساتهم اللامسؤلة ،اخر تلك الانفجارات التي حصدت ارواح مواطنين ابرياء في منتصف مارس الماضي كانت في منطقةالخفجي بجوار حي شميلة حيث انفجرت عبوة ناسفة ادت الى مقتل مواطنين بدم بارد ،وقبلها انفجرت سيارة مفخخة في منطقة شملان مخلفة خمسة قتلى من المارة، دون ان يعرف احد سبب الانفجار

اعتراف بالفشل

يقول العقيد معمر هراش مدير البحث الجنائي بصنعاء المعين من الحوثيين :توالت البلاغات وتتابعت الجرائم بشكل أقلق السكينة وأثار الرأي العام، وقد تأكد للشرطة أن كل تلك الجرائم قد حملت ذات البصمة والطريقة وفي هذا الاطار يقول المحامي والناشط الحقوقي سليم علاو في حديثه لــ “المشاهد “: بالنسبة للعاصمة صنعاء من يحكمها ويسيطر عليها هي القبضة الأمنية لجماعة  الحوثي والذين احتلو مقرات اقسام الشرطة ونصبو انفسهم كـ اجهزة موازية للاجهزة الامنية لذا هم ليسو جهاز أمني يقوم على أسس وقوانيين وأنظمة ، ولذلك فبالطبع أن النتيجة ستكون انتشار للجريمة بل توسيعها لسبب عدم وجود أجهزة أمنية تكون مهمتها كبح الجريمة ومحاربتها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن هذه المليشيات تساهم في ارتكاب الجرائم من خلال تصرفاتها وأفعالها المخالفه للقانون وعدم وجود رادع يردعها بسبب أفعالها . ،البعض يقول انه يتوجب على الناس رفع قضايا أمام المحاكم ضد الأجهزة الأمنية بسبب تقصيرها بعد استعادة صنعاء من الانقلابيين ، وهنا اقول ان الأمر لم يعد تقصيرآ بل مشاركة في الجرائم من قبل من يسيطرون على الجهاز الأمني مع استحالة تقديم أي شكاوى ضد هذه المليشيات ، بل حتى انتقادهم أو الحديث عن أي أفعال وجرائم جنائية يقومون بها أو يشاركون فيها .

مقالات مشابهة