المشاهد نت

معسكر خالد ومعركة كسر العظم: استماتة عالية لمنع سقوطه

صورة جويه لمعسكر خالد في تعز - اليمن

المشاهد- معاذ الحيدري:

منذ أسبوع تعيش تعز تطورا عسكريا مهما، تقول مؤشراته بانه سيعمل على قلب موازيين المعادلة العسكرية ومعادلة الحرب على مستوى البلاد كلها وليس على مستوى تعز فقط. والربح والخسارة في هذا التطور لطرفي الحرب، ليس أمرا سهلا وبسيطا. انه معسكر خالد ابن الوليد، هذه المرة. المعسكر الاستراتيجي، بل اهم وأكبر قاعدة عسكرية بعد قاعدة العند الجوية، طبقا لعسكريين وسقوطه يعني الشي الكثير.

وتفيد معلومات “المشاهد”، بان معسكر خالد ابن الوليد اكتسب أهمية استراتيجية منذ سبعينيات القرن الماضي، منذ ان قامت بإنشائه قوات الردع العربي في عام 1970 وتم اختياره بواسطة خبراء عرب، من الأردن، ومصر، وسوريا، وهو معسكر تحتضنه هضاب، وتباب، وجبال ملتفة حوله.

وحسب العميد ركن طاهر حميد، رئيس شعبة الهندسة بمحور تعز، فان معسكر خالد يعتبر المعسكر الداعم للسواحل الغربية، من باب المندب، حتى المخا، حتى منطقة يختل، وكذلك يتحكم بالخطوط المؤدية من المخا والحديدة الى خط تعز، ويسيطر على مناطق واسعة، وتبلغ مساحته 16 كيلو متر مربع، بعض جهاته مسورة والبعض منها شبه مفتوحة وتحديدا الجهات الغربية.

يقع المعسكر الى الجهة الغربية من مدينة تعز، ويبعد عن المدينة بــ 60 كيلو متر، كما يبعد عن مدينة المخا بنحو 40 كيلو متر، الساحل الغربي للمحافظة. والمعسكر يشكل منطلق دعم لوجستي لمضيق باب المندب، وللساحل الغربي، وفيه ممرات سرية تحت الأرض وتحصينات وملاجئ.

أهميته في نظر الأطراف المتحاربة

الجدل العسكري والسياسي الكبير الذي ظهر ملفت منذ انتقال المعارك العسكرية الى معسكر خالد ابن الوليد، بلا شك يدلل على الأهمية الاستراتيجية، والمحورية، الذي يلعبه هذا المعسكر، الذي تقول معلومات مؤكدة، انه مصدر امداد رئيسي، بكافة أنواع الأسلحة، لجماعة الحوثي وصالح.

بالنسبة للطرف الأول، والمتمثل بطرف المقاومة الشعبية، وقوات الرئيس هادي، فان احتلال معسكر خالد طبقا لحديث العقيد “طاهر حميد” لــ “المشاهد” سيشكل أهمية استراتيجية للقوات المسلحة، التي ستقوم باستعادة مدينة الحديدة، وزبيد والجراحي، ومعسكر خالد يعتبر نقطة امداد هامة، واقعة في الامام، تمد المناطق الواقعة على شمال معسكر خالد، والى الجنوب.

ويضيف حميد: “إذا سقط المعسكر تكون المناطق من حوله سقطت، وسنكون استفدنا من أربع مديريات في وقت واحد، كذلك الامداد الواصل الى منطقة الربيعي، غرب المدينة، سيتوقف وسنستعيد مدينة هجده، والرمادة بأبسط المعارك، واستعادة معسكر خالد سيخفف كثير من الضغوط أولا على مدينة تعز وستتمكن قواتنا الملتفة حول المدينة للتجمع والالتحاق بقوات الساحل الغربي لمساعدتها على استعادة المدن الساحلية وصولا الى الحديدة”.

وبالنسبة للطرف الاخر، يبدو معسكر خالد أهم ورقة أيضا حسب مصادر مقربة من جماعة الحوثي وصالح، والتي أفادت بان هذا الطرف يعتبر سقوط معسكر خالد سقوط لصالح ولحلفائه، ولهذا هم يحشدون تعزيزات كبيرة ويتخذون كافة الخطط العسكرية التي تمنع من سقوطه بيد المقاومة.

حيث أكدت المصادر، ان جماعة الحوثي وصالح، يرسلون تعزيزات على مدار الساعة الى محيط معسكر خالد وان هذه القوات تمكنت من العبور من صنعاء واب الى هناك رغم محاولات طائرات التحالف إطلاق غاراتها على بعض التعزيزات.

ولأنها كذلك تحشد الأطراف المتحاربة طاقاتها الكاملة في المواجهة، حسب مصادر ميدانية تحدثت لــ المشاهد عن اخر التطورات التي تجري على قدم وساق في هذه المعركة.

القوات المتواجدة بداخل المعسكر

يتكون معسكر خالد، طبقا لمصادر عسكرية تحدثت لــ “المشاهد” من كتيبتين مشاه، وكتيبة مدرعات، وكتيبة مدفعية، وسرية الاستطلاع، وسرية الاستخبارات العسكرية، وسرية الامن والحماية، وبداخله مخازن أسلحة ثقيلة ومتوسطة.

إقرأ أيضاً   " مضغ القات" مع السكر أوساط اليمنيين

وفي حين تقول مصادر عسكرية في مقاومة تعز، بان هذه القوات تم تدمير جزء منها عبر طيران التحالف العربي، ولم يتبقى بداخل المعسكر سوى القليل، تنفي مصادر عسكرية في الطرف الاخر، وتقول بانه إذا كان تم تدمير هذه القوات لماذا لا يتم اسقاط المعسكر والدخول اليه.

المصادر الأخيرة، أكدت بان المعسكر تحت السيطرة وان طيران التحالف يحوم فوق المعسكر ولكنه لم يتمكن من استهداف اية قوات واليات عسكرية ودبابات، وجغرافيا المعسكر الجبلية وارضيته المليئة بالممرات والانفاق كفيلة لحماية العتاد.

المعسكر، وطبقا للمعلومات مليء بأسلحة ثقيلة خفيفة ومتوسطة، وذخيرة ومعدلات واطقم ودبابات.

سير المعارك

بدأت المعارك قبل أسبوع تقريبا، حيث تمكنت قوات الشرعية من اقتحام البوابة الشرقية له بعد ان سيطرت على بعض المواقع المحيطة بالمعسكر. ومنذ ذلك اليوم وحتى الان ما تزال المعارك العنيفة والمستمرة هي سيدة الموقف بين الطرفين، في ظل استمرار حشد الإمكانات والاستعدادات من قبل الطرفين.

وتؤكد مصادر ميدانية، بان المعسكر حاليا محاصر من قبل المقاومة وقوات الرئيس هادي، من ثلاث جهات، في حين هناك استماتة عالية من قبل الحوثيين وهناك تعزيزات تصل ما بين وقت واخر لفك الحصار واستعادة السيطرة على بعض المناطق المحيطة التي سقطت بيد المقاومة.

والى جانب ذلك حصل المشاهد على معلومات تفيد بان قيادة المعسكر وجهت الافراد والجماعات المتواجدة على طريق البرح والحديدة، لنصب نقاط عسكرية، لمنع فرار الافراد الذي قد كان بدأ يفرض نفسه عند اشتداد المعارك مطلع الأسبوع الماضي.

يذكر ان قيادات عسكرية في طرف المقاومة الشعبية، أعلنت بداية انطلاق المعارك السيطرة على معسكر خالد، ولكن ما حدث وطبقا للمعلومات المؤكدة هو السيطرة على البوابة الشرقية فقط لا غير.

أسباب وصعوبات السيطرة

يطرح خبراء عسكريون، أسباب عدم استمرار التقدم من قبل المقاومة الشعبية، وقوات الجيش، اولاها يتمثل بالمساحات الشاسعة لسلسلة المرتفعات والجبال التي تحيط بالمعسكر، من جميع الجهات، بالإضافة الى الانفاق الطويلة، والتي تربط بين جميع مواقع المعسكر، ومحيطه، حيث يتم التنقل بين تلك الانفاق بسهولة، بعيدا عن الطيران، والمدفعية، وبذلك يسهل الالتفاف على قوات الشرعية، كما حدث منتصف الأسبوع الماضي عندما ارادت المقاومة التقدم، نصب الحوثيون كمين لهم وخلف ما يقارب 12 قتيل من قوات الجيش والمقاومة طبقا لمصادر ميدانية.

واما السبب الثاني، وهو ما أكده، العقيد طاهر لـ “المشاهد”، ويتمثل بكثافة زراعة الألغام التي زرعها الحوثيون في محيط المعسكر وفي الطرق المؤدية اليه، الامر الذي أعاق تقدم المقاومة التي صارت بحاجة الى تمشيط المنطقة أولا من الألغام ومن ثم التقدم.

الى جانب تلك الأسباب هناك سبب ثالث، تشير اليه مصادر مطلعة، ويتمثل بخبرة ومعرفة قوات الحوثي وصالح في المعسكر الواقع تحت سيطرتها منذ عامين، ومعرفتهم بالتحكم بجغرافيا المنطقة، ناهيك عن خبرة قيادات عسكرية قديمة تتولى مهام وإدارة المعسكر منذ أكثر من عقدين، بعكس المقاومة الشعبية التي تعتبر جديدة على المواقع والمنطقة.

والجديد حتى الان، يفيد بان المقاومة مستمرة بالحصار وان قوات سودانية وصلت قبل أمس الأول حسب مصادر عسكرية في المخا، للمشاركة في المعارك وان قوات الشرعية تلتف على المعسكر من جسر الهاملي على استعداد للتقدم الى الخط الرسمي المؤدي الى الحديدة وهناك سيتم محاصرة المعسكر محاصرة كاملة، وبالتنسيق والاستفادة من عمليات التحالف العربي.

مقالات مشابهة