المشاهد نت

محافظة الجوف وقصص من واقع النزوح المؤلم

اطفال يدرسون في العراء

المشاهد – محمد الحريبي _خاص:

نحن ثلاث اسر نعيش في هذا المنزل منتظرين الموت في أية لحظة هكذا لخص محمد معاناته في سكنه الحالي بقرية حصن الديمة بمحافظة الجوف حيث لجأ اليه هارباً من غطرسة جماعة الحوثي في محافظة عمران ،محمد بمعية اسره الثلاث يقطنون بيتاً كان مهجورا كبقية بيوت القرية ذات الطابع المعماري الطيني, حيث يبدوا عليه تشقق الجدران بشكل واضح، اضافة الى أن الدور الأول غير قابل للسكن بالمرة نتيجة انتهائه تماما فيما الدور الثاني تبدوا فيه ثقوب كبيرة الى الدور الاول وكل ما حصلوا عليه هو غرفتين بالدور الثالث وان كان القش يتناثر من السطح وتشقق الجدران واضح للعيان , لكن قصة محمد لم تنته بعد فالرجل الذي يعيل نحو ثلاثة عشر نسمة من الاطفال والنساء متوقف عن العمل, ومنتظرا من المنظمات الانسانية ان تمده بيد العون.

يعيش محمد في هذه القرية منذ اكثر من عام الى جانب ما يقارب ثمانين اسرة قادمة من محافظات عمران وحجه وريمة وصنعاء وبنفس المأساة يعيش الجميع فالقرية كانت مهجورة منذ زمن الا من اسرتين وحيدتين تعيشان في اطرافها واربع أسر أجبرتها الحرب في المتون على العودة الى القرية رغم هجرتهم لها منذو اعوام, لكن الحرب جعلتها الملاذ الأكثر أمناً و مثالية بالمقارنة مع منازل حديثة عيبها الوحيد إنها تقع في مناطق تشهد مواجهات مسلحة بين مليشيا جماعة انصار الله و قوات الجيش الوطني أو أن ملاكها من ذوي الرأي المعارض للطرف المسيطر على المنطقة.

أوضاع انسانية مزريةمحافظة الجوف وقصص من واقع النزوح المؤلم

إلى فترة قريبة كانت الجوف منطقة اشتباكات مسلحة لكنها الان مدينة محررة تخضع لسلطة الحكومة الشرعية ومع هذا مازال الوضع الانساني فيها سيء جداً فالكثير من الالم و الجوع هو ما رأيناه في عيون العامة الذين يشكل النازحون الغالبية فيهم فيما منظمات المجتمع المدني لا تصل إلا نادراً إلى هنا وذلك بسبب قرب المنطقة من خطوط النار ويمكن القول أن مشاريع الإيواء لم تعرف الطريق إلى من اضطروا للإقامة في الكهوف الجبلية وأطلال المنازل .

يقول علي رب اسرة قادمة من محافظة ذمار “تعال اريك كيف نعيش وما نأكل” واضاف  “لا نملك شيء بالبيت ومع ذلك لا دور للمنظمات في انقاذنا من هلاك يبدو اقرب الينا من أي وقت مضى وكل ما حصلنا علية هو ربما مساعدات بسيطة لا تكاد تذكر من منظمتين لكنها لا تبقيك على الحياة, نحن غادرنا قرانا  مكرهين بسبب الحرب وتسلط الحوثي وارتضينا نعيش في هذه المنازل التي لا تعرف ان كنت ستستمر فيها الى يوم الغد ام انها ستهدم عليك”

إقرأ أيضاً  شركات ترفض البطاقة الشخصية "الذكية" في مناطق سيطرة الحكومة

فيما تحدث حسين من ابناء عمران عن منزله الذي يقطن فيه قائلاً” هنا نعيش.. المنزل منقسم نصفين نصف مهدم والاخر نسكن فيه بالرغم من انه آيل للسقوط واستطعت أن اجعل من اسفله مطبخ بسيط –يبدو عليه الحياة البائسة- ولم استطع التعامل مع الدور الثاني واستفدت من غرفة صغيرة بالدور الثالث مع ذلك ارتضينا بهذا لكن نتمنى من المنظمات الدوليه ان تلتفت لنا حتى لا يتفاقم وضعنا ” مضيفاً “ربما اكون افضل حالا من الاخرين لاني مع اسرة صغيرة مكونه من اربع افراد فقط لكن معاناتنا واحده”

ارتفاع اسعار الايجارات

أما محمد احد النازحين الفارين من مناطق الحرب في حجه فقد تحدث حول جزئية مهمة وهي عدم قدرتهم على دفع ايجارات المنازل ليعيشوا في منازل آمنة  وقال” لو كنا نمتلك القدرة على دفع ايجارات المنازل لما سكنا في منازل مهجورة وقريبة الى السقوط في أية وقت” واضاف” سنتحمل هذا لأن وضع البلاد اصبح مزري للغاية لكنا لا نستطيع ان نعيش بلا تغذية متسائلا عن دور المنظمات الدولية في مثل هكذا ظروف” .

غياب المنظمات الاغاثية

الحاج عبدالله احد ابناء القرية يقول سجلنا كل اسماء النازحين والواصلين الينا وبلغ عددهم مائة اسرة واسرة واحدة وقدمنا لكل المنظمات وبانتظار دور هذه المنظمات” واردف قائلاً” انا سعيد انهم اتوا وسكنوا في القرية صحيح ان وضع المنازل غير آمنه لكني سعيد بوجودهم هنا, واتمنى من المنظمات الدولية والمحلية ورجال الخير والمسئولين ان تنظر اليهم وتقيس الوضع بنفسها عليهم ان يعملوا قدر المستطاع لإنقاذهم”

تعليم في العراء

الوضع العام في القرية يبدو في غاية الصعوبة ويزداد سوءً في ظل عدم التفات المعنيين اليهم مما قد ينذر بكارثة وما يمكن رصده ايضاً هو سبعون طفلا  في سن الدراسة يتعلمون في العراء وبطرق بدائية ويفتقرون لا بسط الوسائل التعليمية, عبدالعزيز الحملي مدرس من اربعة مدرسين هم المكلفون بتدريس الطلاب يقول “وجه الاخ محافظ المحافظة باعتماد المدرسة كي لا تضيع حقوق الاطفال ونعمل بذلك منذو النصف الدراسي الأول ونحاول ان ندرس كل فصل بما يتوفر لدينا من مناهج ولا تجد في الفصل سوى منهج او منهجين مضيفاً “بسبب وجود نازحين في المدرسة نضطر الى تدريس الطلاب تحت اشعة الشمس ولابديل لنا في ذلك”.

مقالات مشابهة