المشاهد نت

نساء يمنيات يقتحمن مجال الإغاثة لمواجهة الأزمة الانسانية

يمنيات يجلبن المياه
نساء يمنيات يقتحمن مجال الإغاثة لمواجهة الأزمة الانسانية
يمنيات يجلبن المياه

المشاهد- خاص:
في ظل تصاعد الأزمة الانسانية مع استمرار الحرب في اليمن تجد النساء الناشطات في مقدمة الصفوف لمواجهة أزمة بلدهن فهناك سيدات ناشطات يقتحمن مجال الإغاثة الانسانية ويقدمن العون لألاف المتضررين وسيدات يواجهن القمع الاجتماعي وأخريات يحاولن إحلال السلام في البلاد من خلال طرح المبادرات وتنظيم الاعتصامات “المشاهد” يرصد الجهود التي تبذلها النساء في زمن الحرب باليمن من خلال هذا التقرير:
وفي أكثر مناطق الصراع سخونة، تمثل الشابة الناشطة حياة الذبحاني نموذجاً لمثل تلك النساء الناشطات, فهي تبذل جهود خيرية واسعة في محافظة تعز لمساعدة متضرري الحرب وتحاول مساعدة الجرحى في تعز بوسائل عدة إما عبر الدعوة لتنفيذ وقفات احتجاجية للضغط على السلطات الشرعية لمعالجة المصابين في الحرب أو تسويق بعض حالات الجرحى لفاعل الخير وتحمل نفقات معالجتهم.
حياة الذبحاني في حديث لموقع “المشاهد” قالت أنها استطاعت خلال فترة الحرب وبالتكاتف مع رجال الخير وخصوصاُ مؤسسة الناشطة الحقوقية المعروفة توكل كرمان من إجراء العمليات الجراحية لعشرات الجرحى في تعز فضلاً عن توفير العلاجات وشراء العكاكيز والكراسي الطبية والكهربائية المتحركة لمبتوري الأطراف إضافة إلى تحمل نفقات سفر مئات الإصابات الحرجة التي يتم نقلها إلى الدول المجاورة ومعالجتها.
استاذة جامعية
انجيلا أبو أصبع تواجه الكارثة الانسانية التي سببتها الحرب التي تعصف ببلدها اليمن منذ نحو عامين برباطة جأش قويه، فهذه السيدة ذات التأهيل العالي تركت حياتها العائلية والعلمية كأستاذة جامعية جانباً وسخرت جلى وقتها في مساعدة متضرري الحرب من خلال اطلاقها مبادرات إغاثية عديدة ابرزها “معا لنحيا”.؛
و قالت انجيلا لـ”المشاهد”: إنها تفضل العمل في إغاثة الناس دون أي عمل آخر بظل واقع الحرب وتفاقم الأوضاع المعيشية للأهالي وخصوصاً الفقراء منهم.
الناشطات في مقدمة الصفوف
مع انفجار الحرب وتفاقم مأسي النزوح والفقر في اليمن ظهرت المرأة اليمنية في هذه المحنة كمتحدية قوية لظروف الحرب، بالرغم من أنها أحد أكثر الفئات المتضررة من واقع الأزمة التي تعصف بالبلد, فعلى المستوى الأسري ظلت المرأة اليمنية العامل المساند للرجل في تدبر ورعاية أفراد الأسرة أما على المستوى الانساني والاجتماعي فقد برزت نساء ناشطات كثر لعبن أدوار كثيرة وفاعلة في مجالات الإغاثة وتقديم الدعم الصحي والإسعافي ورصد وتوثيق الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان عامة والمرأة خاصة.
“بدأت حكايتي في العمل الإنساني مع بداية الحرب وعملت مع زميلاتي في منتدي أكاديميات جامعة صنعاء بإطلاق مبادرة إغاثيه لمساعدة الناس “معا لنحيا” في إطار فريق مكون من 5 أكاديميات حيث عملنا 6 مراحل إغاثيه واستهدفنا حتى الآن 8 محافظات وقدمنا مساعدات غذائية ومؤن لحوالي 15 الف شخص متضرر من الحرب”.
الطبيبة أشواق محرم تقول في حديث لموقع “المشاهد” أنها وبمبادرات ذاتية تقدم خدمات مباشره لكثير من المتضررين في الحرب حيث تقوم يومياً بالنزول الميداني للقرى بسيارتها الشخصية التي تستخدمها كعيادة متنقلة في تقديم المساعدات الطبية والدواء بحسب الاحتياج وتوصيل الحالات الإسعافية الحرجة التي يتطلب نقلها إلى أي من المستشفيات القريبة, “النزول المستمر للمديريات جعلني أكثر دراية ومعرفة بالمناطق التي يحتاج فيها الأهالي إلى تدخل ومساعده”.
وتضيف:” محافظة الحديدة من أكثر المحافظات اليمنية فقراُ وغالبية الناس فيها يعتمدون علي الصيد والزراعة والتجارة كمصادر دخلهم ونتيجة للحرب والقصف المستمر وبالذات قرى مديريات الشريط الساحلي فقد الناس أعمالهم مما ضاعف نسبة الفقر والجوع في المحافظة.

إقرأ أيضاً  «أنيس».. أقدام مرتعشة على طريق محفوف بالمخاطر

تحديات تواجهها النساء
في الوقت الذي تكثف النساء الناشطات من جهودها في المساعدة وتقديم يد العون لمتضرري الحرب إلا أنها تواجه صعوبات عدة في ظل بيئة الحرب وطبيعة المجتمع الذي يغلب عليه الطابع القبلي الذي يميل إلى تفضيل الذكور دون الإناث.
انجيلا أبو أصبع تقول :” نحن النساء اليمنيات لسنا وليدات اليوم فالمرأة اليمنية منذ القدم أيقونة الحضارة وصانعتها فالملكة أروي بنت أحمد الصليحي حكمت اليمن 53 سنة وأرست دعائم الشوري وطبقت نظام الديمقراطية”.
وتواصل : المرأة اليمنية قيادية بطبعها لو أتيحت لها الفرصة والمجال فهي في وقت الحرب تتصدر الأعمال الإغاثية عن جدارة واقتدار كبيرين غير أن النساء يواجهن مشكلة حقيقية، متمثلة في العادات والتقاليد و العنف الأسري والاضطهاد والتهميش من قبل المجتمع لأسباب عدة أبرزها كما تعتقد انجيلا الأمية التي تعاني منها النساء والتي تصل إلى 70% وخصوصاُ في مناطق الريف”.
وعلى مستوى العمل الانساني الميداني تقول انجيلا إن النساء الناشطات يواجهن كثير من الصعوبات والمخاطر والتي منها القصف أثناء المسح أو التوزيع ناهيك عن قلة الدعم مقارنة بحجم عدد المستفيدين وغياب التنسيق في الأعمال الإنسانية بين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والجهات المعنية وهو ما يؤدي إلي تأخير وصول الدعم والمساعدة الي المستفيدين.
وكثير من الناشطات يحصلن على مصادر دعم مبادراتهن اللاتي يطلقهن لمساعدة المحتاجين من فاعلي الخير ممن يقيمون داخل اليمن أوفي الخارج، حيث يقمن الناشطات بإجراء مسح أو بحث ميداني يتم من خلاله تحديد الاسر المحتاجة وتقيم واقع الاحتياج ثم يعلن عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغالباً يستجيب فاعلو الخير لتلك الدعوات والمبادرات.
إلى ذلك ترى الطبيبة أشواق محرم السيدة التي تعمل في مجال الاغاثة في محافظة الحديدة, أن الصعوبات التي كثيراً ما واجهتها في عملها الإنساني أثناء زيارتها لقرى الشريط الساحلي في المحافظة هو القصف والعمليات العسكرية المستمرة في هذه المناطق، ناهيك عن عدم تعاون بعض مسؤولي المديريات ولكن بعد التغطية الإعلامية لمعاناة الناس واحتياجاتهم أصبح هناك تسهيل من البعض كما تقول وتواصل إصراري على الاستمرار وعلى الوصول للناس كان هو الوسيلة التي تغلبت بها على معظم تلك الصعوبات.

مقالات مشابهة