المشاهد نت

انتحار طالبين يمنيين في الخارج بسبب توقف منح الدارسين المالية

طلاب معتصمين داخل احدى السفارات اليمنية في الخارج
انتحار طالبين يمنيين في الخارج بسبب توقف منح الدارسين المالية
طلاب معتصمين داخل احدى السفارات اليمنية في الخارج

المشاهد – علي سالم
بعد ساعات من محاولته الانتحار بقطع شريان يده، باغت الطالب اليمني محمد الذمراني (21 عامًا) زملاءه برمي نفسه من الطابق الثالث لمبنى السكن الجامعي التابع لجامعة قسنطينة في الجزائر، في حادثة انتحار هي الثانية خلال أقل من أسبوع يشهدها الوسط الطالبي اليمني الدارس في دول عربية وأجنبية.
وكان الطالب في «جامعة آبت» الماليزية إبراهيم العيسائي (20 سنة)، انتحر نهاية الشهر الماضي برمي نفسه من أعلى برج سكني في مدينة سردانج الماليزية.
وتوصف الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من سنتين بالكارثة غير المسبوقة التي حلت باليمنيين في الداخل والخارج ومنهم الطلاب المبتعثون الذين تبدو معاناتهم مضاعفة، خصوصًا مع استمرار توقف المنح المالية لكثير منهم بالتزامن مع توقف رواتب ذويهم في الداخل، بيد أن ظروف انتحار الذمراني والعيسائي تبدو أيضًا ذات صلة بفساد التعليم ما قبل الجامعي.
وأكدت مصادر طالبية تحدثت إليها «الحياة» عبر الإنترنت، أن الطالبان الذمراني والعيسائي يدرسان على نفقتهما الخاصة وليس على حساب الحكومة اليمنية، مشيرة إلى أزمة نفسية تعرض لها الضحيتان بعد تكرر رسوبهما خلال سنتهما الدراسية الأولى.
ويفتقر التعليم العام في اليمن إلى الجودة، ما يجعل كثيرًا من خريجي الشهادة الثانوية والجامعات غير مؤهلين للمنافسة على المستوى الإقليمي والدولي.
ومنتصف الأسبوع الماضي أعلنت السلطات الأردنية تعليق الاعتراف بالجامعات اليمنية، مبررة قرارها هذا بعدم القدرة على معرفة مدى التزام الجامعات اليمنية بالمعايير الأكاديمية في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها اليمن.
وحتى سنوات ما قبل اندلاع الحرب التي تشهدها البلاد على خلفية انقلاب مسلح تنفذه منذ أيلول (سبتمبر) 2014 ميليشيات الحوثيين (حركة أنصار الله) والقوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ، ظل اليمن ضمن المستويات الدنيا في الاختبارات الدولية في مادتي العلوم والرياضيات.
ويبذل الطلاب اليمنيون الدارسون في بلدان عربيـة وأجنبية، جهودًا استثنائية لمواكبة مستوى تحصيل أقرانهم في تلك البلدان، بيد أن الظروف المادية غالبًا ما تعيق تحصيلهم العلمي.
وتتهم السلطات اليمنية المختصة بعدم إيلاء اهتمام كاف لحل المشكلات المزمنة التي تواجه الطلاب المبتعثين، ومنها تأخر دفع المنحة المالية ورسوم التسجيل.
وخلال الشهور الماضية، نفذ طلاب يمنيون في بلدان عربية وأجنبية اعتصامات عدة داخل السفارات اليمنية للمطالبة بدفع مستحقاتهم المالية المتأخرة .
وأثارت عملية استدعاء سفير اليمن في باكستان الشرطة ورفضه السماح بالإفراج عن عدد من الطلاب الذين شاركوا في الاعتصام، مشترطًا كتابة تعهدات خطية بعدم معاودة الاعتصام، موجة
انتقادات طالبت بإقالة السفير.
وتتهم الطواقم الدبلوماسية العاملة في كثير من السفارات اليمنية بالفساد وتأخير صرف المستحقات المالية للطلاب بغرض المتاجرة بها، كما تتهم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين موظفين دبلوماسيين يفتقرون إلى الكفاءة، في وقت يعاني الجهاز الدبلوماسي اليمني في الخارج من الترهل.
واتهم ناشطون موظفًا في السفارة اليمنية في الصين بمحاولة المتاجرة بالمنح التي تقدمها الحكومة الصينية لليمن.
ومع تدهور الأوضاع المعيشية لغالبية اليمنيين وتوقف صرف مرتبات الموظفين الحكوميين منذ 5 شهور، اتسعت دائرة معاناة الطلاب اليمنيين الدارسين في الداخل والخارج على السواء.
ويذكر رامي رشاد، وهو طالب يمني في الصين، أن الظروف المادية دفعت ببعض الطلاب إلى الاعتماد على البطاطا والبيض كوجبات أساسية، فيما يلفت زميله أنس عبدالله إلى كارثة قد تحل بالطلاب في حال لم تسارع الحكومة اليمنية إلى سداد الرسوم الدراسية، علمًا إن بعض الطلاب الذين أكملوا دراستهم علقوا في البلدان التي درسوا بها بسبب تأخر صرف بطاقات السفر للعودة إلى الوطن.
وتقول الحكومة الشرعية إنها تعاني من أزمـــــة سيولة نقدية، متهمة جماعة الحوثيين وصالح الانقلابية بنهب الاحتياطي النقدي للبنك المركزي منـــذ سيطـــرتها على صنعاء ومؤسسات الدولة مطلع 2015 ،فيما تتهم الحكومة الشرعية بمضاعفة معاناة المواطنين مــــن خلال تسخير المال العام في الإنفاق على كبار المسؤولين وإصدار قرارات تعيين لأشخاص غير أكفاء وفي مناصب لا يحتاج إليها البلد في الوقت الراهن.
وتدفع الظروف الاقتصادية بعدد من الطلاب اليمنيين الدارسين في الخارج إلى البحث عن أعمال موقتة، مثل الترجمة ومرافقة المرضى اليمنيين والسمسرة في تأجير الشقق أو تجارة الشنطة. وخلال الصيف الماضي اعتقلت الشرطة الصينية طالب دكتوراه يمني في مدينة يوهان بتهمة بيع القات الذي تدرجه الصين منذ 2014 ضمن المخدرات.
وبحسب مصادر طالبية، فإن الجامعة التي كان الطالب المقبوض عليه يدرس فيها قررت عدم قبول الطلاب اليمنيين. كما تفيد معلومات لم يتسن التحقق منها من مصادر رسمية، بترحيل السلطات الصينية عددًا من الطلاب اليمنيين على خلفية نشرهم آراء سياسية عبر موقع ويتشات الصيني للتواصل الاجتماعي.
-المصدر : جريدة الحياة اللندنية

مقالات مشابهة